رغم تثبيت البنك المركزي لأسعار الفايدة في اجتماعه الأخير، لكن البنوك في مصر في حالة حركة مستمرة، وكل يوم والآخر بنك جديد يعلن عن رفع سعر الفائدة، فما السر وراء ذلك وما علاقة البنك المركزي بالأمر؟ هذا ما نتعرف عليه من خلال التالي:
خلال الاسابيع الأخيرة 4 بنوك خاصة طرحت منتجات ادخار جديدة للعملا وبأسعار فايدة أعلى من السابق ، فمثلا بنك المشرق- مصر رفع أسعار الفائدة على شهادات الادخار لمدة 3 سنوات بنسبة 1.5%، عشان تبقى 15% بدلًا من 13.5%، وتقدر تشتريها بمبلغ يبدأ من ألف جنيه.
كمان بنك القاهرة، طرح وديعة بعائد مدفوع مقدما، وبأعلى سعر فايدة تنافسي في السوق، بيوصل إلى 9.25%، فى حالة ربط الوديعة لمدة سنة، وعائد 9% في حالة ربط الوديعة لمدة 3 و6 شهور، بس خلي بالك الحد الأدنى لشراء الوديعة 300 ألف جنيه.
ومؤخرا أعلن بنك قطر الوطني الأهلي QNB عن طرح شهادات ادخارية لمدة 3 سنوات لعملاء “أوائل QNB” بعائد يصل إلى 14% سنويًا ويُصرف شهريًا.
في نفس الوقت البنك التحاري الدولي cib طرح 3 شهادة ادخار جديدة، الأولى لفئة prime بفايدة 13% للشهادة بحد أدنى للشراء 10 آلاف جنيه.
والتانية شهادة فئة plus بفايدة 13.5% للشهادة، بحد أدنى للشراء 200 ألف جنيه. والتالتة هي شهادة فئة premium بفايدة 14% للشهادة، وبحد أدنى للشراء مليون جنيه.
وهنا في سؤال مهم: ليه البنوك رفعت العائد على منتجاتها رغم تثبيت البنك المركزي لأسعار الفايدة في آخر اجتماع؟
أول سبب هو الاحتياطي الإلزامي، لأن البنك المركزي في آخر اجتماع ليه قرر زيادته من 14% إلى 18%، بجانب قرار تثبيت الفايدة.
والاحتياطي الإلزامي هو نسبة من إجمالي ودائع العملاء بالبنوك بالعملة المحلية أقل من 3 سنوات، بيفرض البنك المركزي على البنوك إيداع جزء من فلوسها عنده ومن غير الحصول على عائد.
وحسب مسؤول في واحد من البنوك الخاصة، رفع نسبة الاحتياطي قلل من سيولة البنوك والتكاليف عليها ارتفعت، عشان كده كان ضروري طرح منتجات بفايدة مرتفعة لتعويض السيولة وفي نفس الوقت الاستجابة لمعدلات التضخم.
اما تاني سبب فهو اذون الخزانة ، واللي ارتفع العائد عليها مؤخرا لأول مرة من 4 سنوات إلى 14% بعد خصم الضريبة، حسب آخر طرح لوزارة المالية.
وحسب محمد أبو باشا، محلل الاقتصاد الكلي في المجموعة المالية هيرميس، البنوك عادةً بتحتاح سيولة عشان تستثمر في أدوات الدين زي أذون الخزانة بأعلى عائد ممكن لزيادة أرباحها.
لكن مع زيادة نسبة الاحتياطي الإلزامي، بعض البنوك في مصر، اضطرت خلال الأسبوع الأول من أكتوبر الجاري لتسييل جزء من استثماراتها عشان تلتزم بالنسبة الجديدة.
عشان كده، قررت البنوك تطرح شهادات ثلاثية بعائد مرتفع، والهدف زيادة السيولة عشان تزود استثماراتها في أذون الخزانة بعد ارتفاع العائد عليها في ال3 الشهور الأخيرة.
انتوا بقى إيه رأيكم في الشهادات الجديدة؟ وهل مكن تستثمروا فيها؟ ولا هتفضلوا الانتظار يمكن البنوك الحكومية تطرح شهادات ادخار بفايدة أكبر؟