خلال السنوات الأخيرة تبذل مصر الكثير من الجهود، على مستوى المشاريع القومية الضخمة، من أجل اللحاق بركب التقدم وتحقيق مستوى معيشة أفضل لمواطنيها، على كافة المستويات سواء على مستوى الطاقة،أو على مستوى الحبوب في ظل أزمة عالمية، تواجه دول العالم وتهدد سلاسل الإمداد..فكيف تحركت مصر؟
مصر تعد أكبر مستورد للقمح على مستوى العالم
ولتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، تحركت القاهرة على عدد من المحاور من أجل تحقيق التنمية الزراعية، عبر زيادة مساحة الرقعة الزراعية، والتوسع في الإنتاجية لإنقاذ البلاد من نقص المحاصيل الاستراتيجية في ظل عالم مضطرب ونقص كبير في سلاسل الإمداد، لاسيما أن مصر تعد أكبر مستورد للقمح على مستوى العالم.
ويُعد مشروع شرق العوينات أحد أهم المشاريع المصرية الضخمة التي نفذتها القاهرة من أجل نهضتها الزراعية، حيث يعتبر ثاني أكبر مشروعات التنمية الزراعية بجنوب الوادي بعد مشروع توشكى.
محاصيل متنوعة تقدر بنحو 3 ملايين طن سنويا
وبدأ العمل بمشروع شرق العوينات منذ عام 1996، لزراعة القمح بمساحة تتجاوز 186 ألف فدان، من إجمالي مساحة 528 ألف فدان مقسمة إلى قطع تنتج محاصيل متنوعة تقدر بنحو 3 ملايين طن سنويا.
وتهدف مصر من خلال مشروع شرق العوينات، إلى إضافة نحو 230 ألف فدان للرقعة الزراعية المصرية البالغة 8.6 ملايين فدان بنسبة تساوي 3% من إجمالي المساحة الكلية لمصر.
يتم ري تلك الأراضي بالكامل من خلال مياه الخزان الجوفي
حيث يتم ري تلك الأراضي بالكامل، من خلال مياه الخزان الجوفي في المنطقة.وبشأن التوسع في الرقعة الزراعية على مستوى الجمهورية، أكدت وزيرة التخطيط المصرية هالة السعيد، أن خطة القاهرة لعام 2022 /2023 تستهدف زيادة الأراضي المزروعة في مصر بنحو نصف مليون فدان
مصر تعتمد على عدة مشروعات لزيادة الأراضي المزروعة
وأكد الوزيرة المصرية أنه في سبيل مصر لتحقيق ذلك تعتمد على عدة مشاريع، وهي مشروع مُستقبل مصر، وأيضا الدلتا الجديدة، بالإضافة إلى مشروع تنمية توشكى بجنوب الوادي الجديد، وأخيرًا مشروع شرق العوينات.
وكشفت الوزير المصرية هدف مصر من وراء تحركاتها على مستوى التحرك من أجل زيادة الرقعة الزراعية مؤكدة أن مصر تهدف إلى تحقيق الاكتفاء والاعتماد على الذات في الزراعة وتوفير الأمن الغذائي.
تحركات مصر في وضع عالمي مضطرب
وتأتي تحركات مصر في وضع عالمي مضطرب حيث تسببت العمليات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا والعقوبات الغربية المفروضة على روسيا في تأثر سلاسل إمداد الغذاء في العالم وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة في ظل خطوط نقل مهددة وعدم استمرارية في نقل الحبوب والغذاء.
وأضحت الوزير المصرية، أن القاهرة تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي بنسبة 65% من القمح في عام 2025، و32% من الذرة الصفراء في نفس العام، على أن تصل نسبة الاكتفاء الذاتي من الفول إلى 80%، ومن اللحوم الحمراء 65%، ومن الأسماك 85%.
أسلوب الزراعة النظيفة
وتعد الخطة المصرية طموحة جدًَا في ظل توافر الإمكانيات في الأماكن الزراعية الجديدة من حيث توافر المياه وجودة التربة، حيث تطبق تلك المشاريع أسلوب الزراعة النظيفة بعيدا عن المواد الكميائية، والأسمدة، بهدف توفير إنتاج زراعي خال من الملوثات. فهل تنجح مصر في تحقيق حلمها بالاكتفاء الذاتي؟