حالة من الحزن سيطرت على أهالي قرية دمشقين بمحافظة الفيوم بعد اكتشافهم وفاة سيدة أم لثلاثة أطفال ادعى زوجها تخلصها من حياتها شنقا إلا أن الإصابات التي تركت آثارا بجسدها جعلت لأسرتها رأيا آخر في الغموض الذي أحاط بوفاتها بشكل مفاجئ ووجهوا أصابع الاتهام للزوج بسبب خلافاته الدائمة معها وتعديه عليها بالضرب.
بيت العيلة
قال طحاوي رمضان والد أسماء المجني عليها أن ابنته تزوجت منذ قرابة 8 سنوات وأنجبت 3 أطفال 7 سنوات و5 سنوات وسنتين وأنها كانت حافظة للقرآن الكريم وبدأت تحفيظ أبنائها من فترة ولم تبدي يوما رغبة في إنهاء حياتها فكيف تشنق نفسها بهذا الشكل المفاجئ وقال أنها كانت تقيم مع زوجها في منزل عائلته وتحدث مشادات خفيفة بينها وبين عائلة زوجها كعادة “بيت العيلة”.
وأضاف والد أسماء أنه يوم 10 أغسطس الماضي وقبل اكتشافه وفاتها بساعات تصل به زوجها ليحضر إلى منزلهم بسبب وجود خلاف بينه وبين زوجته وبالفعل توجه إليهم وكان خلاف زوجي عادي والسبب فيه شقيقة زوجها وتولى والدها إنهاء الخلاف وسألهم عن رغبتهم في حضوره اليوم التالي لعقد جلسة أخرى إلا أن ابنته وزوجها أكدا انتهاء الخلاف فعاد إلى منزله وفي الساعة السابعة صباح اليوم التالي فوجئ بحمى ابنته يذهب إليه في الأرض الزراعية ويطلب منه الذهاب معه لابنته في منزلها بسبب إصابتها بحالة إغماء وعدم قدرتهم على إفاقتها فأسرع معه للاطمئنان على ابنته ووجدها نائمة على “كنبة” في الطابق الأرضي بشقة حماتها وليس شقتها ولم تكن بملابس المنزل العادية حيث غيروا ملابسها لملابس خروج وخمار وزوجها وحماتها وشقيقة زوجها يحاولون إفاقتها دون جدوى فطلب والدها الإسراع بنقلها إلى المستشفى العام إلا أن زوجها عارضه واقترح نقلها إلى مستشفى خاص بحجة أن يوم الجمعة قد يكون المستشفى العام أجازة وكان زوجها اتفق مع صديقه على إحضار سيارته لنقلها للمستشفى الخاص.
ماتت من 6 ساعات
استطرد والد أسماء قائلا أنهم فور دخولهم إلى المستشفى حضر الطبيب لتوقيع الكشف على ابنته صدمهم برده “انتوا جايبنها جثة دي ميتة من 6 ساعات” وقال ان الوفاة ليست طبيعية وجيب نقلها للمستشفى العام فورا لوجود شبهة جنائية فحضر أمين شرطة وقاموا بنقلها إلى المستشفى العام في سيارة إسعاف ليؤكد طبيب آخر كلام الطبيب الأول بوفاتها منذ 6 ساعات لتتغير رواية زوجها في تلك اللحظة وقال أنها أنهت حياتها شنقا وتناقضت أقواله بين انه كان جالسا على المقهى وعاد الساعة 2 ليجدها معلقة بجنش حديدي في السقف ثم قال رواية اخرى بأنه عاد من المقهى الساعة 2 صباحا وآخر مرة شاهدها كانت الساعة 2 ونص ثم دخل للنوم وعندما استيقظ وجدها وضعت ترابيزة أعلى كسي الانتريه ومعلقة بايشارب في السقف فأنزلها محاولا إنقاذها.
كدمات وخرابيش
قررت النيابة العامة ندب الطب الشرعي لتشريح جثمان أسماء وتحديد أسباب الوفاة وتوقيتها بعدما أشار التقرير الطبي المبدئي إلى وجود إصابات في جسدها بين كدمات وخرابيش إضافة إلى حز بالرقبة ناتج عن شنق مع تحول جسدها للون الأزرق، وأثناء وجود “أسماء” في المشرحة فوجئت أسرتها بخروجه من النيابة بعد سماع أقواله وقبل انتهاء الطبيب الشرعي من تشريح جثمانها.
صرخات الليل
أثناء تجهيز جثمان “أسماء” للدفن قال والدها أن السيدات القائمات بعملية التغسيل والتكفين أخبروه أن الجانب الأيسر من جسدها بالكامل لونه أزرق وجسدها ملئ بالخرابيش كأنها تعرضت لضرب مبرح وهو ما أكده جيرانها الذين قالوا انه تعدى عليها بالضرب أمامهم حيث صفعها على وجهها ففقدت الوعي وافاقها وقبل معرفتهم بوفاتها سمعوا صوت صرخاتها ليلا فاعتقدوا انه خلاف عادي بينها وبين زوجها ولم يرغبوا في التدخل لعدم احراجهم حتى فوجئوا بوفاتها في الصباح.
بابا خنق ماما
الابن الأكبر للمجني عليها البالغ من العمر 7 سنوات ناقشه ضباط الشرطة حول ما شاهده فقال” “بابا ضرب ماما على رأسها وخنقها بطرحة ولما جيت أبعد بابا عنها والست الثانية شالني وداني الأوضة وقفل عليا الباب مع أخواتي”، وأضاف الأب ان الطفل لم يوضح من هي السيدة التي كانت تضرب والدته مع والده إذا كانت أخت زوجها أم حماتها.
وأطلقت أسرة المجني عليها هاشتاج عبر موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك يحمل اسم ” #محاسبة_حمادة_نادي_وأهله” “#حق_أسماء_طحاوي_هيرجع” للمطالبة بالقصاص من زوجها الذي اختفى من القرية بعد إخلاء سبيله من النيابة العامة لحين صدور تقرير الطب الشرعي الذي سيجزم بسبب الوفاة.