منوعات

معجزة في قلب المتوسط لشابان سوريان وصلا إسبانيا بالسباحة

ماذا فعل هذان الشابان السوريان اللذان قررا إنهاء نظرية عمالقة «عبور المانش»؟ وكيف تجاوزا الأخطار البحرية في رحلة تفتقد إلى أي عوامل تأمين؟ وماذا كان رد خفر السواحل الإسباني حين وصلت إلى البر الغربي ؟

شابان سوريان ضاقت بهما السبل ولم يجدا أمامهما فرصة للخلاص سوى بالخروج من مواقع التوتر أيا كان الثمن ، وقبل شروق الشمس حانت ساعة الصفر لتنفيذ القرار.. إنها رحلة السباحة طويلة المدة في مياه المتوسط.. مغامرة خطيرة خاضها الاثنان على غير هدى .. نصفهم يائس والنصف الآخر مليء بالأمل في الوصول للضفة الأخرى .. كانت أجواء البحر في بعض مواقعه متلاطمة الأمواج شديدة الرعب فكيف خاضا تلك التجربة ؟

اجتياز دول بلا تأشيرات

تجاهل الشابان السوريان أحمد بكي وخالد عمر ، اللذان تعود أصولهما إلى منطقة عين العرب دراسة المسافة الطويلة بين المغرب وإسبانيا.. فضلا عن الإجراءات القانونية المعمول بها حال السباحة في المياه الإقليمية للدول لأن رحلة الوصول إلى المغرب لم تكن أيضا وفق الإجراءات النظامية التي تشمل استخدام جوازات السفر أو تأشيرات حيث اجتازا ثلاث دول عربية.

أخطار مفاجئة

طالت المسافة التي قطعها الشابان السوريان بالسباحة إلى إسبانيا وخلال تلك الرحلة البحرية كانت احتمالات الخطر إليهما أقرب من الأمل في النجاة ففي قلب المتوسط كان عليهما المرور بالعديد من الكائنات البحرية ومحاولة تفادي خطر مواجهتها لأنهما بالطبع لا يملكان أي وسائل للدفاع عن حياتيهما.

لا بديل عن المواصلة

«أردنا البحث عن حياة أفضل» كان ذلك مبرر الشابين السوريين في رحلة الهجرة إلى أوروبا عبر البحر.. لكنهما وجدا نفسيهما في موقف لا بديل فيه عن استكمال ذلك التحدي، لأن الكائنات البحرية وشدة الموج لم تكن هي الأخطار الوحيدة في رحلة هذين الشابين إلى إسبانيا، بعد أن فوجئا بمواجهات جديدة.

التراجع أشد خطرا من النهاية

أحمد وخالد .. كان عليهما استكمال التحدي بعد أن أدركا أن أي محاولة للتراجع ستكون عواقبها أشد من نهايتهما في قلب المتوسط.. لأن سباحة الشابين على ذلك النحو غير القانوني وضعتهما في مواجهة صعبة للغاية مع خفر السواحل والشواطئ في مختلف النقاط البحرية التي مرَّا بها.

 سباحة بعيدة عن القانون

بالطبع لم يكن وجود شابين أجنبيين في قلب المتوسط مصدر ترحيب لدى خفر السواحل في تلك الدول حيث قررت العناصر المعنية بتأمين السواحل البحرية مواجهتهما وطالما حاولوا الإمساك بهما لأنهما في النهاية شابان أجنبيان يمارسان السباحة بشكل غير شرعي.

حصيلة 4 ساعات

مائتان وأربعون دقيقة كانت تلك الرحلة التي قطعها الشابان السوريان في زمن قياسي وقبل حلول الساعة الثامنة صباح يوم الرابع والعشرين من يونيو الماضي حطت أقدام أحمد وخالد على الشواطئ الإسبانية وبدت عليها علامات المجهود بعد أربعة ساعات من السباحة المتواصلة.

يعترف الشابان أنهما تعرضا لأزمة بعد أن أخذ منهما أحد المتورطين في مخالفات الهجرة غير القانونية إحدى عشر ألف دولار دون أن يقدم لهما شيئا.. ليجدا نفسيهما بعد الوصول إلى شاطئ سبتة التي تسيطر عليها إسبانيا مضطرين لتقديم طلبين لتقبلهما أسبانيا كنازحين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى