آخر الأخبار

كلمة تاريخية لـ«أوبرا وينفري» خلال حفل الجولدن جلوب تقلب العالم: «والسبب التحرش»

استلمت أوبرا وينفري أمس جائزة شرفية عن مجمل الإنجازات طوال مسيرة عملها وحينها استرسلت في خطاب عظيم أثر في الجميع ودفعهم لأن يقفون لتحيتها على قوة الكلمة والخطاب.

وقالت أوبر: “في عام 1964 كنت فتاة صغيرة أجلس في أرضية منزل أمي في ملواكي أشاهد آن بانكروفت وهي تقدم جائزة أفضل ممثل في الحفل توزيع جوائز الأوسكار السادس والثلاثين، فتحت الظرف وقالت 5 كلمات صنعت التاريخ حرفيًا”.

وأضافت: “قالت إن الفائز هو سيدني بويتير” وعلى المسرح صعد أكثر رجل أنيق رأيته في حياتي، أتذكر أن ربطة عنقه كانت بيضاء، ولكن بشرته كانت سمراء، وحينها لم أكن قد شاهدت في حياتي رجل أسود يتم الاحتفاء به بتلك الطريقة”.

وتابعت: “وحاولت مرات عديدة أن أشرح ماذا تعني تلك اللحظة لفتاة صغيرة، طفلة، تشاهد الحفل في كرسيها المتواضع وأمها تدخل عليها الغرفة مرهقة من عملها طوال اليوم في تنظيف البيوت، ولكن كل ما استطيع فعله هو اقتباسي من آداء سيدني في فيلم Lilies of the Field حيث قال: “آمين آمين آمين آمين”.

وأكملت: “في عام 1982 تسلم سيدني نفس الجائزة في يدي الآن هنا في حفل الجولدن جلوب، ولا يمكنني غض البصر عن أنه حتمًا هناك الكثير من البنات الصغيرات يشاهدن الحفل الآن حيث أصبحت انا أول امرأة سوداء تتسلم نفس الجائزة”.

واستطردت: “إنه لشرف عظيم، شرف وامتياز لي أن أشارك تلك الأمسية معهم، ومع كل النساء والرجال الذين كانوا مصدر إلهام وتحدي لي، الذين قبلوني وجعلوا رحلتي من ذلك البيت إلى هذا المسرح الآن ممكنة”.

وأضافت: “أود أيضًا توجيه الشكر لرابطة هوليوود للصحافة الأجنبية لأن جميعنا يعرف أن الصحافة تقع تحت حصار هذه الأيام، ونعلم أيضًا بوجود عزم ممنهج يهدف لتغطية الحقائق التي هدفها فتح أعيننا على الفساد والظلم، فتح أعيننا على الطغاة والضحايا والأسرار والأكاذيب”.

وتابعت: “أود القول بأني أقدر مجهود الصحافة الآن أكثر من أي وقت مضى إذ نحاول النظر في تلك الأيام الصعبة، الأمر الذي يذكرني بما سأقوله تاليًا: ما اعرفه هو أنه بالطبع قول الحقيقة هي الوسيلة الأكثر قوة التي نمتلكها، وانا شخصيًا فخورة وأشعر بالإلهام ناحية كل النساء الذين كانوا قويات بما يكفي ليرفعوا أصواتهم مشاركين بقصص شخصية عن حياتهم”.

وأردفت: “كلنا موجودين في تلك الغرفة الآن لنحتفل بالقصص التي قدمناها على الشاشة، ولكن هذه السنة، نحن أصبحنا القصة، والأمر ليس مقتصرًا على القصص التي تحدث في عالم الترفيه، ولكن الأمر أكبر من هذا إذ يتعلق بالثقافة نفسها، الأمر يحدث في كل الثقافات والأماكن والأعراق والأديان وأماكن العمل”.

وتابعت: “لذلك أريد أن أعبر عن امتناني اليوم لكل النساء الذين تحملوا سنين من الاساءة والاعتداء بسبب أنهم مثل أمي كان لديهن أطفال يطعموهم وفواتير ليدفعوها وأحلام ليحققوها، هؤلاء نساء لن نعرف أسمائهن أبدًا، هؤلاء نساء عملن في البيوت وفي المزارع وفي المصانع والمطاعم، هؤلاء نساء يعملن بالتدريس والهندسة والطب والعلوم، هن جزء من عالم التكنولوجيا والسياسة والأعمال، هم الرياضيين في الألعاب الأولمبية وهم الجنود في الجيش”.

وأضافت: “وهناك شخص آخر، هي امرأة تدعى ريسي تايلور، اسم أعرفه وأعتقد أنه يحب أن تعرفوه أيضًا، في عام 1944 ريسي تايلور كانت زوجة شابة وأم عائدة مشيًا من خدمتها في الكنيسة التي تحضرها في الاباما، وحينها اعتدى عليها 6 رجال بيض مسلحين، اغتصبوها وتركوها معصومة العينين على جانب الطريق. هددوا بأن يقتلوها إذا أخبرت أي شخص، ولكن تم الحديث عن قضيتها حينما تولت شرطية تدعى روزا باركس التحقيق في القضية، ومعًا رأوا العدالة”.

وأكملت: “ولكن العدالة لم تكن موجودة في عصر جيم كرو، هؤلاء الرجال الذين حاولوا تدميرها لم يحاسبوا على فعلتهم ابدًا. ريسي تايلور ماتت منذ 10 أيام ولكنها عاشت مثلما عشنا جميعًا، في ثقافة مهددة من قبل رجال ذو سلطة وحشية. لمدة زمنية طويلة كان النساء فيها مهمشين، لا يصدقهم ولا يسمعهم أحد إذا تجرأوا على الحديث عن الحقيقة حول حدود سلطة هؤلاء الرجال، ولكن عصر هؤلاء الرجال انتهى الآن”.

وأضافت: “عصرهم انتهى ولكن عندي أمل أن تكون ريسي تايلور قد ماتت عالمة أن حقيقتها، وحقيقة كثير من النساء الأخريات الذين عانوا في تلك الأوقات وما زالوا يعانون الآن، قد تم الإفصاح عنها. هذه الحقيقة كانت في قلب روزا باركس بعد 11 سنة من الحادثة الأليمة التي حدثت لريسي تايلور، الحقيقة التي دفعتها لأن تبقى في ذلك الباص في مونتجمري، وهي نفس الحقيقة الموجودة هنا في قلب كل امرأة رفعت صوتها قائلة «وانا أيضًا» وموجودة أيضًا بداخل كل رجل قرر الإنصات”.

وقاربت على الانتهاء: “خلال مسيرة عملي لطالما حاولت وبذلت أقصى ما في وسعي سواء على التليفزيون أو في الأفلام لأن أقول الحقيقة حول طريقة تصرف النساء والرجال، أن أوضح كيف يتم حثنا على الشعور بالعار، كيف نحب وكيف نغضب، كيف نفشل وكيف نتراجع، كيف نثابر وكيف نتجاوز. صنعت مقابلات عديدة مع ناس مروا بأقبح الأشياء التي يمكن للحياة أن تلقيها على عاتقك، ولكن تجمعهم صفة واحدة، وهي قدرتهم على الحفاظ على الأمل في صباح ومستقبل أكثر إشراقًا، حتى في أحلك الليالي”.

واختتمت: “لذلك أريد من كل النساء والفتيات الذين يشاهدونني هنا الآن أن يعرفوا بأن هناك يوم جديد يتلألأ في الأفق! وعندما يحل هذا اليوم أخيرًا سوف يعود الفضل حينها للعديد من النساء الرائعات، وبعض الرجال الاستثنائيين الذين حاربوا بكل قواهم لأن يصبحوا زعماء يقودوا بنا إلى وقت في التاريخ حيث لا يضطر أي شخص آخر لأن يقول «وأنا أيضًا».

أحمد سالم

أحمد سالم، خريج كلية تجارة قسم محاسبة، بدرس حاليا فى المعهد العالى للسينما‎ اشتغلت في مواقع اون لاين كتير وبكتب مقالات بشكل محترف، بحب المزيكا والافلام والمسلسلات الاجنبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى