منوعات

قصة شارع النبي دانيال الذي يبتلع من يمشي به

انشقت الأرض وابتلعتها أمام أعين الناس جميعا بينما كانت تسير مع خطيبها ..حدث ذلك في شارع النبي دانيال الشهير بالإسكندرية، الذي قيل عنه الكثير من الأساطير الغريبة، منها أن كنوز الإسكندر الأكبر مدفونة فيه، فما حكاية هذا الشارع وما قصة العروس التي ابتلعها ولم تظهر بعد ذلك أبدا ؟ سأحكي لكم في ملخص القصة.

كانت تسير مع خطيبها فى وسط الشارع وفجأة انشق الشارع إلى نصفين وابتلع الفتاة شديدة الجمال وترك خطيبها، وما هى إلا لحظات حتى عاد الشارع مرة أخرى إلى حاله القديم.ولم يتمكن أحد من العثور على الفتاة مرة أخرى.هل يعقل ذلك ؟ نعم هذا ما حدث !

تلك هى الحكاية التى يراها البعض مجرد شائعة منحها أهالى الإسكندرية مصداقية الأمر الواقع، لتتحول إلى أشهر ما يروى عن شارع النبى دانيال . وهو واحد من أطول شوارع المدينة اليونانية الطراز.

يشق شارع النبى دانيال وسط مدينة عروس البحر من ميدان محطة مصر إلى ميدان محطة الرمل، ويعود تاريخه كما يقول علماء الآثار إلى عهد الإسكندر الأكبر حين عهد إلى مهندسه اليونانى «دينو قراطيس» بتخطيط هذه المدينة، حيث وضع لها تخطيطًا أشبه بقطعة الشطرنج وهو عبارة عن شارعين رئيسيين متقاطعين بزاوية قائمة تحيط بهما شوارع أخرى فرعية تتوازى مع كل من الشارعين. وكان شارع النبى دانيال يحده من الشمال بوابة القمر ومن الجنوب بوابة الشمس.

فى عام 1958 حاول الجرسون اليونانى (ستيلو) الذى كان يعيش بالإسكندرية أن يقوم بالحفر فى منطقة محطة الرمل للبحث عن قبر الإسكندر.

حيث أدى وجود العديد من الآثار الرومانية تحت المسجد الموجود بالشارع إلى الاعتقاد بأن مقبرة الإسكندر الأكبر موجودة أسفله، ودعم هذه الفكرة وجود الجبانة الملكية فى تقاطع شارع النبى دانيال مع شارع فؤاد إلا أنه بعد البحث والتنقيب لم يكتشف أى شىء يخص الإسكندر، ولكن تم اكتشاف أنفاق كبيرة من العصر الرومانى متصلة ببعضها. كانت مصممة لهروب الملك عند قيام الثورات التى كان يشعلها أهل الإسكندرية القديمة، بحيث يهرب إلى خارج البلاد وكان منها ما يؤدى إلى البحر المتوسط مباشرة.

ومازال الاعتقاد السائد أن المقبرة موجودة فى شارع (النبى دانيال) وكان هذا الاعتقاد معتمدًا على خريطة رومانية قديمة تقول إن قبر الإسكندر أسفل مسجد النبى دانيال.

وصف المؤرخ الإسلامى المقريزى هذه الأنفاق بأنها من الاتساع والارتفاع أن يسير فيها الفارس ممتطيا جواده رافعا سيفه وهو ما يقدر بثلاثة أمتار.

وبالعودة إلى العروس المختفية، قال أحد شهود العيان الذي كان موجودا وقت اختفاء الفتاة في هذا الشارع: ” عايشت قصة اختفاء العروس التى كانت تسير بجوار خطيبها ثم اختفت فجأة وفشلت كل محاولات البحث عنها بواسطة الضفادع البشرية. والسبب أن الشارع حدث به انهيار فسقطت الفتاة فى أعماقه وبسبب وجود أنفاق الصرف الصحى جرفها التيار إلى البحر ولم نجد لها أى أثر، لكنها كانت الحادثة الوحيدة من نوعها.. أما ما عدا ذلك من حوادث.. هى مجرد شائعات… ”

النبى دانيال فى الإسكندرية ليس مجرد شارع تعلو فيه المبانى ذات الطرز المعمارية القديمة الفخمة، فبمجرد الدخول إليه تبدأ تنفس رائحة عهود الرومان والإغريق والعباسيين والفاطميين، وهو نموذج للوحدة الوطنية، حيث يحتوى على المسجد والكنيسة المرقسية، وبه أيضاً أقدم معبد يهودى. فهو نموذج حي للتعايش والتسامح والتفاهم .
والآن .. أين ذهبت عروس النبي دانيال .. هل لديك فكرة ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى