﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ﴾، حسمت هذه الآية الجدل حول لغات الأنبياء وعن الرسالة التي حملها كل نبي من أنبياء الله عليهم السلام، ولها معنى واسع، المعنى الضيق أن لغة النبي عليه الصلاة والسلام الذي أرسل إلى هؤلاء من لغة هؤلاء، المعنى الواسع أن الرسول الذي جاء من عند الله يخاطب القوم بما برعوا فيه، فحينما تفوق قوم موسى بالسحر، جاءهم بشيء يفوق السحر:
وفي هذا الصدد سلط كتاب «الاختصاص» لعالم الدين المعروف «محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام الحارثي العكبري» وهو المشهور باسم «الشيخ المفيد» ما يلي حول لغات الأنبياء عليهم السلام:
عن بعضهم قال: كان خمسه من الأنبياء سريانيون «أي يتحدثون اللغة السريانية» وهم: آدم وشيث وإدريس ونوح وابراهيم «عليهم السلام». وكان لسان آدم «عليه السلام» العربية وهو لسان أهل الجنة، فلما أن عصى ربه أبدله بالجنة ونعيمها الأرض والحرث وبلسان العربية السريانية «أي انه كان يتحدث العربية في الجنة وبعد ان سكن الارض أصبح يتحدث السريانية».
وقال الكتاب: كان خمسه عبرانيون «أي يتحدثون العبرية» وهم: إسحاق ويعقوب وموسى وداود وعيسى «عليه السلام»، ومثلهم من العرب «اي يتحدثون العربية» وهم: هود وصالح وشعيب وإسماعيل ومحمد «عليهم أفضل الصلاة والتسليم».
كما يذكر كتاب «الميزان في تفسير القرآن» لعالم الدين المعروف «محمد حسين التبريزي الطبطبائي» ما يلي حول لغة نبي الله إبراهيم عليه وعلى نبينا وآله السلام:
ومنهم من قال: إن إبراهيم «عليه السلام» كان يتكلم باللغة السريانية وهي لغة قومه ولا يفرق فيها في الضمائر وأسماء الإشارة بالتذكير والتأنيث بل الجميع على صفة التذكير.