جفاف يضرب العالم وما من دولة أو شعب ينجو من هذه النازلة، علامات الساعة باتت جلية فلا وديان ولا أنهار نجت من النازلة، الأنهار جفت لتكشف عن قيعانها وتترك رعبا في قلوب كل من يراها .. منافسات الماء باتت قريبة ربما في المستقبل القريب تصل إلى مواجهة عسكرية، شعوب في طريقها للانهيار وحيوانات تنقرض وملامح الحياة تزول، الأرض تواجه نهايتها، فهل أوشكت الحياة على الانتهاء وهل حقا كوكب الأرض في طريقه لكتابة نهايته؟
آثار تقرير لمعهد الموارد العالمية قلق عدد من الحكومات وكذلك الشعوب حيال مستقبل عدد من سكان الأرض والذي قدر بربع السكان في خمسة وعشرين دولة حيث جاء في التقرير والذي يعد أحدث تقرير أصدره المعهد أن ما يقارب من 4 مليار نسمة في 25 دولة مهددين بشح المياه بسبب لإجهاد العالي لمواردها المائية المتاحة مما قد يجعلهم يواجهون مخاطر تصل إلى فقدان حياتهم جراء الجفاف.
مستقبل غامض في انتظار ربع سكان الكوكب بسبب مشاكل نقص المياه الذي جعلهم يتعايشون مع مستوى عال من الإجهاد المائي لشهر واحد على الأقل مما ينتج عنه مشاكل ومخاطر قد تؤذي صحة الإنسان وتخلق أزمات أخرى على رأسها أزمات المحاصيل الزراعية والتي تتضرر بشكل كبير هي الأخرى بسبب الجفاف أو نقص المياه … كما قد تتعرض الدول المهددة بالجفاف لحالة من عدم الاستقرار السياسي والتي ربما قد تجبر البعض على مواجهات عسكرية .. فهل تصل الأمور بين الدول على إلى هذا الحدث بسبب المياه بالمستقبل القريب؟
الحق يقال بدأت التنافس على المياه منذ فترة وشيكة ولكن مازال هناك فرصا للحلول السلمية من خلال تعديل بعض السياسات للدول المهددة بالجفاف لضمان استمرارية الحياة بها إذ أن قلة المياه تهدد السلم والاستقرار في هذه الدول وكما تهدد بشكل مباشر وكبير استقرارها الاقتصادي فالهند والصين وآسيا الوسطى ستواجه انخفاضا في الناتج المحلي بنسبة 7 إلى 12 بالمائة بحلول عام 2050 وهي الدول الأكثر كثافة سكانية ونموا اقتصاديا، وظهرت أحجار الجوع في أوروبا.
يواجه العالم أزمة مائية لم يشهدها من قبل جراء موجات الجفاف المتلاحقة فنحن الآن أما حقيقة لا يمكننا التغافل عنها فالأنهار تجف والأراضي تتصحر وأزمة غذاء عالمية دقت ناقوس الخطر لتعلن عن كارثة تواجه سكان كوكب الأرض .. و عجز تشعر به عدة حكومات حيال الأزمة في وسط محالات عديدة للتكيف معها ولكن دون جدوى .. فأنهار أوروبا قد جفت لتعلن عن عبارات أثارت الرعب في نفوس الأوروبيين وكذلك ما أصاب العراق بلاد الرافدين التي كانت جنة الله في أرضه لعلن عن جفاف أنهارها وأهوارها ورحيل الحيوانات وكذلك تهجير المواطنين من مواطنهم إلى أخرى بحثا عن المياه .
أزمة الجفاف العالمية ربما تطول الجميع ليس فقط الدول الأكثر عرضة لها فما تخلفه من أزمات غذاء وأزمات دبلوماسية وأخرى إنسانية لن ينجو منها أحد وخصوصا في ظل زيادة الكثافة السكانية التي يشهدها العالم مع نقص الموارد والإمكانات المتاحة… فهل تكتب نهاية العالم؟