بقعة من الأرض لا يريدها أحد، وهي ثاني مكان في العالم لا تقبل أي دولة بضمها، تبرأت منها دولتين عربيتين رغم وجودها على الحدود بينهما ، لكن جاءت المفاجأة من امرأة لبنانية أعلنتها دولة عربية اسلامية جديدة، شعارها اللاجئون أولاً.
استمدت دستورها من دساتير 9 دول عربية، فما هي قصة هذه الأرض التي تعرف بثلث “بارتازوجا” أو منطقة بئر طويل، ولماذا لا تريدها أي دول عربية.
بئر طويل او ثلث “بارتازوجا”، الجبل الأصفر ثلاث مسميات لقطعة أرض واحدة، هي ثاني مكان في العالم لا تقبل بضمها أي دولة بعد القارة المتجمدة الجنوبية، تقع في الصحراء الكبير على الحدود بين كل من مصر والسودان، حيث تبلغ مساحة بئر طويل التي 2060 كيلومتراً مربعاً.
والسؤال هنا، لماذا لا تقوم أي من الدولتين مصر والسودان بالاعتراف بتلك القطعة من الأرض، على الرغم من أنها تقع علي الحدود بين البلدين، و الإجابة هنا ترجع إلى اتفاقية عام 1899 لترسيم الحدود، حيث نصت الاتفاقية أن منطقة بئر طويل تتبع السودان ومنطقة حلايب وشلاتين تتبع مصر.
لكن بعد مرور ثلاث سنوات فقط على تلك الاتفاقية وبالتحديد في 1902، أصدر وزير الداخلية البريطاني قرارات إدارية جديدة، نصت على ان منطقة حلايب وشلاتين وأبو رماد تؤول للسودان إداريا، ومنطقة إدارية في بئر طويل تؤول لإدارة مصر إداريا.
ومنذ ذلك الوقت تتمسك السودان بهذا القرار بأحقيتها في ضم مثلث حلايب وشلاتين حيث ترى أن هذه هي الحدود التي تعترف بها، لكن في الجانب الآخر تعترف مصر فقط بالاتفاقية الدولية الثنائية التي رسمت الحدود بخط مستقيم يفصل بين الدولتين، و الذي يعني أن حلايب وشلاتين تتبع مصر في حين أن بئر طويل تتبع السودان.
لكن خلال الأشهر القليلة الماضية ظهر فيديو على موقع التواصل الاجتماعي لـ امرأة لبنانية تدعى نادرة ناصيف، تعلن فية قيام مملكة اسمها “الجبل الأصفر”، منصبة نفسها رئيسة وزراء هذه الدولة المزعومة.
وقالت نادرة ناصيف في الفيديو إن “مملكة الجبل الأصفر ستكون دولة نموذجية، لأن قضيتنا وضع حل لأزمة النازحين والمهجرين، سنحقق حلم كل عربي يفكر عن سبيل لمساعدة المهجرين”.
حيث أنه من المفترض أن تقع هذه المملكة المزعومة في منطقة “بئر طويل” الواقعة بين مصر والسودان، وتبلغ بمساحة 2060 كيلو متر مربع بحسب الفيديو الذي نشر على مواقع التواصل يحمل اسم “مملكة الجبل الأصفر” حاملا علم الدولة المزمع أقامتها، مشيرا إلى أنها “أرض مباحة لا يطالب بها أي طرف أو تقع تحت سيادة أية دولة.
وأشارت “نادرة” إلى أن مصدر تمويل مملكة الجبل الأصفر سيكون الدعم الشخصي من مؤسسيها لهذا العمل الإنساني، وأما عن القائمين على إنشائها فهم عدد من أبناء الوطن العربي الذين استشعروا المسؤولية تجاه القومية العربية والمبادئ الإسلامية والإنسانية.
وهناك قد يسأل البعض، هل تدفع الاضطرابات والاشتباكات الأخيرة التي تحدث في السودان، في أن تتخذ قوات التدخل السريع تلك الأرض موطن لهم ويأسسون عليها دولة جديدة.
فهل سترى هذه المملكة النور أم سيكون لمصر والسودان رأى أخر.