هناك بعض الشخصيات السينمائية التي تركت انطباعاً عن الفنانين لدى الجمهور حتى اعتقد البعض أن هذه هي الشخصية الحقيقية للفنانين، ومن بين هؤلاء نجوم أدوا أدوارًا شريرة أو «رخمة»، هم نجوم لم يعلم الناس الكثير عن حياتهم الشخصية، ولا طبائعهم الإنسانية.
وبالرغم من أدوارهم «ثقيلة الظل»، إلا أن بعضهم كان خفيف الظل في الواقع، وبعضهم كان رقيق المشاعر، وكلهم كانوا نجومًا كبارا، أثروا السينما المصرية بأعمال خلدها التاريخ، ورسخت في وجدان وذاكرة المصريين، لكن على الرغم من ذلك لم يسلم هؤلاء من أن يوصموا بـ«الرخامة».
ويستعرض «لقطات» في التقرير التالي أسماءً لامعة ولكن معظم الأدوار التي قدموها من خلال الشاشة الفضية، كانت أدوارا لشخصيات ثقيلة الظل:
صلاح نظمي
من أشهر الفنانين الذين أدوا شخصيات «رخمة»، فهو صاحب أشهر تهمة «رخامة» في تاريخ السينما المصرية، وترجع الواقعة عندما سُئل عبد الحليم حافظ في أحد البرامج «من هو أرخم ممثل في السينما المصرية؟» فأجاب عبد الحليم بثقة «صلاح نظمي».
بعد هذه التصريحات جن جنون صلاح نظمي بعد سماعه ذلك التصريح، فقرر أن يذهب إلى محكمة الجنح ليقيم دعوى سب وقذف ضد «العندليب» يتهمه فيها بتعمد إهانته.
وعندما وصلت أوراق الدعوى إلى عبد الحليم، أسرع إلى بيت صلاح نظمي وفاجأه قائلًا: «انت اتجننت يا صلاح؟.. انت رخم فعلًا».
زين العشماوي
حصره المخرجون في أدوار الشر، فقد اشتهر الفنان زين العشماوي بأدوار الشخص الشرير والمتحرش وتحديدًا «اللزج»، فلا أحد ينسى دوره عندما كان دائم التحرش بيسرا في فيلم «الإنسان يعيش مرة واحد» بطولة عادل إمام. زين ممثل مصري.
مجدي وهبة
ساهمت ملامحه الحادة في حصره ف أدوار الشر، فلم يحظ أي فنان بهذا القدر من الكره من قبل الجمهور، كما حظي الفنان مجدي وهبة، فمعظم أدواره كانت تجسد الشخص الشرير الذي كان دائم الغدر بكل من حوله، كما حدث في فيلم «حنفي الأبهة» عندما غدر بزميله في الإجرام «عادل إمام».
هذا إضافة إلى طريقته الأحادية والمستفزة في التمثيل، حيث كان لا يجيد سوى أن «يبرق» عينيه وينظر شذرًا إلى الشخص الذي أمامه، هذا بالإضافة أيضًا إلى «شنبه» الذي كان علامة مسجلة في السينما المصرية.
حاتم ذو الفقار
لم ينافس الفنان الكبير مجدي وهبة في عالم «الشنبات» سوى الفنان المتألق حاتم ذو الفقار، فكان شنبه رمزًا للغلاسة والاستفزاز، مع العلم بأن «شنب» زين العشماوي خارج إطار المنافسة من الأساس.
كان النجم حاتم ذو الفقار أيضًا ذلك الشخص الشرير، غالبًا في كل الأدوار التي قدمها للسينما، وتجلى ذلك الشر في فيلمي «حتى لا يطير الدخان» و«الغول».
أما في «جزيرة الشيطان» فجمع حاتم ذو الفقار بين موهبتين في الوقت نفسه «الشر والرخامة» حيث كان بالنسبة لجميع أبطال الفيلم ومنهم عادل إمام وجمال إسماعيل ونهى العمروسي وأحمد راتب، شخصا ثقيل الظل تحول إلى وغد بعدما حاول اغتصاب يسرا.
عبدالمنعم إسماعيل
من أشهر الوجوه السينمائية في عالم «الأبيض والأسود»، واشتهر أيضًا بشخصية «السخيف» أو «التلقيحة» كما جاء في كتاب المصطلحات الشعبية المصرية.
كمال حسين
عرفه الجمهور بـ «عطية» تاجر المخدرات «السئيل» في فيلم «ليلى بنت الشاطئ» الذي استغل طيبة عباس فارس والد ليلى مراد واستغل قاربه في نقل المخدرات.
كما ظهر كمال حسين أيضًا في العديد من الأعمال بشخصيات مشابهة، وحظي بقدر لا بأس به من كره الجمهور.
عمر ذو الفقار
هل تتذكر شقيق ماجدة في فيلم «المراهقات»؟ إنه عمر ذو الفقار، ذلك السخيف المتسلط والرجعي الذي كان دائم «العكننة والتنكيد» على أخته الرقيقة الحالمة، مما دفعها إلى الهرب مع حبيبها رشدي أباظة. شارك ذو الفقار في عدد محدود من الأفلام، واشتهر بأدوار الشاب المتغطرس قاسي القلب.
محمد الديب
نجم كبير أثرى الفن السابع بأكثر من 120 فيلمًا بأداء عبقري، لكنه اشتهر أيضًا بشخصية «السخيف» و«المستفز». ولد الديب في عام 1908.
وعمل في بدايات حياته الفنية مع الفنان نجيب الريحاني في فرقته، وعمل في مجال السينما منذ منتصف الثلاثينيات من خلال عشرات الأدوار المساعدة.
سعيد عبدالغني
أول ما يُذكر اسم الفنان سعيد عبدالغني، يأتي في ذهنك صورة «بدلة بيضاء.. رابطة عنق بيضاء.. جزمة «بانص» بيضاء.. شعر أبيض»، قلب كل ذلك على بعضه يعطيك نجمًا بحجم سعيد عبد الغني.
من يعرف سعيد عبد الغني في الحقيقة يجده إنسانا شديد الرقي في الأدب والذوق، لم يترك عمله الأساسي كصحفي في “الأهرام” حتى الآن، حيث يشرف على صفحة فنية أسبوعية تصدر ضمن «الأهرام المسائي».
رجل يحترم فنه.. مخلص لعمله.. لكن القدر وموهبته التمثيلية وضعاه في قالب الفنان «الرخم».
كرم مطاوع
أُطلق على الفنان كرم مطاوع لقب «عملاق الإخراج المسرحي»، فهو المخرج وأستاذ التمثيل، والمثقف الواعي، الذي لم يسلم أيضًا من وصمة «الرخامة» على الرغم من كل ذلك.
هل يرجع ذلك إلى أدائه المسرحي المبالغ فيه والذي قد لا يتناسب مع الشاشة الفضية؟.. هل مثلًا ملامح وجهه تدفعك إلى أخذ ذلك الانطباع؟.. لا أحد يعلم، ولكن ما حدث هو أنْ دخل كرم مطاوع موسوعة «الرخماء» في تاريخ السينما.