الأرض باغتتهم، وأخذتهم على حين غفلة، وانسحبت من تحت أقدامهم، الحصى الصلب تحرك وكأن الحياة دبت فيه، واليوت تمايلت وجسدت مشهدا احترافيا لا يراه الناس سوى لصالات السينما من هول المشهد.
الجميع يحاولون القرار بأرواحهم التي أصبحت مهددة بين رمشة عين وأخرى، دقائق حبست الأنفاس وأبلغت القلوب الحناجر… زلزال الصين يغير وجه الحياة بقا فماذا حدث؟
الصين ومسلسل الزلازل الذي لا ينتهي، مشاهد من النهاية فجأة تهجم على البلاد بلا سابق إنذار. الأرض تهتز وكأنها ستخرج من رحمها شيئا، والبشر يحاولون الفرار من مصير محتوم.
مشاهد لا يراها المرء سوى داخل صالات السينما عاشها مواطنون صينيون اليوم، حيث أعلن المركز الصيني لشبكات الزلازل أن زلزالاً بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر ضرب محافظة “آكتشي” في منطقة “شينجيانج” الإيجورية ذاتية الحكم بشمال غربي البلاد
وأوضح المركز – وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) – أنه “تم رصد مركز الزلزال على عمق 11 كم”.
وكانت الصين شهدت زلزالا بقوة 5.8 درجة على مقياس ريختر نهاية يناير الماضي، في إقليم سنجان، صاحب الحكم الذاتي شمال غرب دولة الصين، في قارة آسيا، بحسب سجل مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي.
وفي ديسمبر من العام الماضي تعرضت الصين إلى زلزال ضخم خلف وراءه مئات الضحايا حيث ضرب الزلزال مناطق شمال غرب الصين وبلغت ضحاياه 131 مواطنا فقدوا أرواحهم و980 متضرر، وذلك وفقا لما أعلنته وسائل إعلامية رسمية ببكين.
وقد تعرضت المنطقة إلى هزات ارتدادية في أعقاب الزلزال وبلغت الذي بلغت قوته 6.2 درجة على مقياس ريختر.
وتسببت الهزة الأرضية في إلحاق أضرار بالطرق وخطوط الكهرباء والمياه، كما تسببت في انهيار أكثر من 150 ألف منزل ووقوع انهيارات أرضية وطينية.
وفي محاولة لتدارك الأزمة خصصت الحكومة الصينية، أموالا بقيمة 200 مليون يوان “حوالى 28.18 مليون دولار أمريكى” لدعم جهود الإغاثة من النوازل فى مقاطعتى قانسو وتشينغهاى المنكوبتين بالزلزال.
اليوم تعود رائحة الزلزال من جديد ولكن بمدن ومقاطعات جدية ورغم عدم الإعلان إلى الآن عن وقوع أي أضرار أو خسائر بالأرواح إلا إن الخطر لم ينتهي ومازال قائما.
وتعد الصين من أكثر الدول نشاطا زلزاليا، حيث تقع الزلزال عندما تنزلق كتلتان من الأرض فجأة فوق بعضها البعض، يتسبب هذا الإطلاق المفاجئ للطاقة المخزنة في حدوث موجات زلزالية تنتقل عبر قشرة الأرض وتتسبب في الاهتزاز الذي نشهده أثناء الزلزال، وتسمى النقطة الموجودة على سطح الأرض حيث ينزلق الصدع بؤرة الزلزال، النقطة الموجودة فوق هذا التركيز مباشرة على السطح تسمى مركز الزلزال.
تتباين ووتتراوح الزلازل في قوتها حيث قد تكون بالكاد محسوسة أو ضحلة اعتمادًا على عدد من العوامل مثل عمق التركيز، والقرب من المراكز السكانية، ونوع المواد الأرضية.
وتعتبر الصين من الدول التي تشهد نشاطا زلزاليا قويا، فقليلا ما يمر زلزال دون أن يحدث انهيارات أو يوقع ضحايا.