في بلد أنهكتة الحروب لابد أن تكون التجارة في كل شئ . حتى في الجنازات وتشييع الراحلين .وصل الأمر بالسوريين إلى المعاناة ليس فقط من ازمات الحياة وانما يعانون من ارتفاع تكلفة نقل الموتي كما يعانون من ارتفاع اسعار المدافن، فما سبب الازمة؟ ولماذا زادت أسعار نقل الموتي ؟ كل ذلك في التالي:
بعد أكثر من أحد عشر عاماً على الازمة في سوريا، التي دفعت بأكثر من 80% من سكان سوريا إلى ما دون خط الفقر، ترهق مراسم تشييع الموتى والعزاء المسيحيين والمسلمين على حدّ سواء، حتى صار الموت عبئاً ثقيلاً على أصحاب الدخل المحدود في كل الطوائف والأديان.
حيث تلقي الازمة بظلالها علي كل المدن السورية في دمشق وحلب وترتفع كل السلع حتي الموت ..أصبحت تكلفتة أغلي من الحياة !!
حيث كشف رئيس دائرة الدفن في حلب جهاد جمعة أن قرار تخفيض كمية المحروقات أثر على سيارات دفن الموتى في المحافظة.
وأضاف أن العدد الإجمالي للسيارات التابعة للدائرة لا يتجاوز ثماني سيارات، ستٌ منها تعمل على البنزين واثنتان على المازوت، وبانتظار الموافقة على شراء ست سيارات إضافية”.
وأضاف أن “دائرة دفن الموتى رفعت كتاباً لمجلس المدينة للحصول على استثناء من قرار تخفيض الكميات، مشيراً إلى أن الدائرة تستدين مادة البنزين من مجلس المدينة لحين الحصول على موافقة الاستثناء”.
وأكد جمعة أنه “لا يوجد إمكانية لدفن جميع الموتى عند صلاة الظهر كون عدد السيارات لا يفي بالغرض”. مبيناً أن “تأخر نقل الموتى يعود لارتفاع أعداد الوفيات بالشهر الحالي نتيجة البرد والأمراض ليُسجل يومياً نحو 40 حالة”.
وأشار إلى أن “الأماكن متوفرة وسعر القبر لا يتجاوز 180 ألف ليرة وكلفة الكفن 60 ألفاً”، موضحاً أن عدد الجثامين المنقولة من المنصفات إلى المدافن النظامية، وصل إلى 2000 جثمان. ولم تنتهِ العملية بعد، لأن الدائرة بانتظار الموازنة الجديدة للعام المقبل لاستكمال العملية”.
وبسبب الازمة الاقتصادية استغني السوريون عن شواهد القبور بسبب ارتفاع أسعارها، مع تفاقم أزمة المحروقات، تشهد مناطق سيطرة النظام السوري منذ أكثر من أسبوعين أزمة حادة في الوقود، تكاد تكون الأسوأ على الإطلاق بالنظر إلى حالة الشلل التام التي أصابت القطاعات كلها.
وأسفرت عن شلل كبير في المواصلات والكهرباء وتوقف كثير من الفعاليات والصناعات والأعمال، وسط فشل مؤسسات كثيرة في تأمين أبسط الاحتياجات الأساسية.
أما في دمشق- فطالتها الازمة الاقتصادية التي تضرب البلاد بفعل الازمة، وتدهور سعر صرف الليرة السورية، بعد ارتفاع “مراسم” دفن الموتي، ولا تفرّق بين الوفيات على أساس الدين أو الطائفة.
حيث يعاني المسيحيون من ارتفاع مراسم دفن موتاهم في ظل الغلاء الذي طال كل شيء ووفقاً للمطران عطا الله، الذي يعمل في بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، أن مايزيد من هذه المعاناة “تمسك بعض الطوائف المسيحية بعادات وتقاليد مكلفة”.
خاصة بعدما وصلت الأجور التي يطلبها بعض الخوارنة والمطارنة، لفتح الكنائس للصلاة علي المتوفين وتشييعهم إلي 300 ألف ليرة (76 دولاراً).
ومع استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية للسوريين، بما في ذلك المسيحيين، بدأت بعض العائلات تتخلى عن طقوس الدفن والعزاء، والدليل على ذلك بعض العائلات المسيحية في مدينة قطنا وبلدة جديدة عرطوز بريف دمشق، تخلت عن شراء التوابيت نظراً لارتفاع أسعارها حيث وصل التابوت إلي 300 ألف ليره سوريه وكذ ااستغنوا عن دفع رسوم فتح الكنائس للصلاة علي المتوفي حسب المطران عطا الله .