ترتبط مخيلة الناس عند سماع كلمة مثلث برمودة بالاختفاء الغامض للسفن والطائرات، هذا اللغز المُحير لا يقتصر وجوده على منطقة برمودة بالمحيط الأطلسي فقط، ففي الجزائر يوجد أيضًا مثلث شبيه بمثلث برمودا، يسمى مثلث الرعب، لكن ليس وحده الغريب فالمنطقة كلها لغزًا عجيبًا ينتظر من يفك شفراته، فما قصتها؟
يوجد هذا المثلث في جنوب الجزائر في الصحراء الكبرى، وهو المثلث الوحيد الموجود في اليابسة. حيث تنتشر فيه صخور ضخمة، نُحتت ووضعت على هيئة صروح، بسبب حاجة الإنسان إلى إقامة صروح فوق الموتى.
هذه الصخور وضعتها شعوب ما قبل التاريخ، فكانت الحجارة مقدسة عند تلك الشعوب، لذلك اعتبروها بيوتًا للألهة. ويظل الموقع مُحاطًا بعدة استفهامات وتخمينات، حيث يعتقد البعض أنه ربما كان ضريح لشخصية قديمة مهمة.
كما يعتقد آخرون أنه تقليد مرتبط بما تسمى عبادة الشمس التي كانت منتشرة قديمًا. يلُف كثير من الغموض مثلث الرعب في الجزائر، غير أن هناك بعض الحقائق المعلومة عنه، من بينها سقوط العديد من الطائرات خلال العشرين سنة الأخيرة داخل هذا المثلث.
وفي مارس 2003، رحل ما يقرب من 102 شخصًا جراء تحطم طائرة من طراز بوينج 737 للخطوط الجوية الجزائرية. هذا الحادث يذكرنا بحادث الطائرة النيجيرية التي سقطت في نفس الموقع من العام ذاته، خلال تأهبها للهبوط في المطار.
أما في أغسطس عام 2014، فقد سقطت طائرة شحن أوكرانية قادمة من كييف نحو كينيا الاستوائية، ولكن بمجرد دخولها المجال الجوي الجزائري تحطمت في نفس المكان “تمنراست” في الصحراء .
أما في الحادي عشر من أكتوبر في العام ذاته، فقد تحطمت طائرة عسكرية من نوع سيخوي سو 24، بولاية الجلفا جنوب الجزائر.
وظل سقوط الطائرات في تلك المنطقة التي تعد جزء من الصحراء الكبرى أمرًا مُحيرًا للعلماء حول العالم. ولم يتوصل أحد سوى لمزيد من الغموض والحوادث والمتكررة.
ولكن ما هذه المنطقة التي تحولت إلى مقبرة كبيرة للطائرات حول العالم؟ إنها وببساطة مدينة سيفار الغامضة، التي تقع في سلسلة “طاسيلي ناجر” وسط الصحراء الكبرى بولاية إليزي جنوب شرقي الجزائر، ويعود تاريخها إلى آلاف السنين، حيث العصر الحجري.
واكتُشفت سيفار قديمًا من السكان المحليين، على يد شخص أوروبي يُدعى هينري إليوت بمساعدة الشيخ جبريل إيك محمد، وذلك خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر.
ليس هذا فقط، بل يوجد بتلك المنطقة شجرة يعود تاريخها إلى آلاف السنين، ولا يوجد لها مثيل بالعالم. وهي مسجلة ومحمية في منظمة اليونيسكو. ويبلغ عمرها حوالي 2000 أو 3000 سنة .
سيفار أو “الأعجوبة الثامنة” كما يصفها كثيرون، فقد روي حولها الكثير من الأساطير الغريبة، من بينها رواية المدينة المفقودة والجان.
وتقول هذه الرواية، إنّ الرسومات والنقوشات الصخرية المنحوتة على الجبال مرسومة من طرف الجان. فيما يتداول سكان المنطقة رواية مفادها، بأن الرسومات على صخور المدينة، لم يرسمها أهل الأرض بل سكان الفضاء.
وسواء صدقت إحدى الروايتين أم كذبت، فستبقى مدينة سيفار أعجوبة ولغز كبير لم يستطع العالم حل رموزه حتى الأن.