يستمر تصوير الأفلام لفترات طويلة، فقد يستغرق تصوير الفيلم الواحد شهور عدة، والأمر الذي قد يتخلله العديد من المشكلات، حيث قد يتعرض النجوم أثناء التصوير لمشاكل صحية ولكن الكارثة تكون في حالة الوفاة، إن الفنان الحقيقي لا يتوقف عن العطاء حتى اللحظات الأخيرة من حياته، وقد يحدث أحيانًا أن يتوفى أحد الفنانين خلال مشاركته في عمل فني، ما يتسبب بمشاكل لا نهاية لها للجهات المنتجة التي يتوجب عليها استكمال العمل دون وجود أحد أهم أبطاله.
ويستعرض «لقطات» في التقرير التالي بعض الحالات من السينما المصرية التي اضطر فيها المخرجون لتعديل العمل الفني حتى يتمكنوا من استكماله وعرضه للجمهور بعد وفاة أحد الأبطال.
1 – أسمهان
تٌعتبر الفنانة السورية / اللبنانية الراحلة أسمهان إحدى أشهر نجمات السينما المصرية، ولكنها توفيت في حادث سير غامض عام 1944 عن 31 عاماً.
وبالرغم من الشهرة الكبيرة التي حصدتها أسمهان، لم تقدم أسمهان خلال عمرها الفني القصير سوى فيلمين هما «انتصار الشباب» مع شقيقها فريد الأطرش، و«غرام وانتقام» مع يوسف وهبي والذي توفيت قبيل الانتهاء من تصوير مشاهده.
كان من المفروض أن ينتهي الفيلم نهاية سعيدة كعادة أفلام تلك الأيام، لكن وفاة أسمهان المفاجئة اضطرت يوسف وهبي أن يستعين ببديلة عنها في بعض المشاهد، في حين تم تغيير نهاية الفيلم لتتناسب مع غياب البطلة.
ووفقًا للسيناريو الأصلي للفيلم، فما أن يخرج يوسف وهبي من السجن ليلاقي حبيبته يفاجئ بسيارة تتوقف أمام باب منزلها وينزل منها شخصان يحملان جثماناً ملفوفاً بالقماش ويبلغانه بأنها قد ماتت بحادث سيارة ما يؤدي لإصابته بالجنون.
وعرض فيلم «غرام وانتقام» بعد وفاة أسمهان التي لم يقدر لها أن تشاهده، وكتب في مقدمة الفيلم «فقيدة الفن أسمهان».
2 – نجيب الريحاني
عرفه الجمهور بعدة أسماء منها «أستاذ حمام» و«كشكش بيه» إنه المبدع نجيب الريحاني الذي تُوفي قبيل الانتهاء من تصوير فيلم «غزل البنات» مع أنور وجدي وليلى مراد عام 1949.
ووفقًا للسيناريو الأصلي للفيلم كان من المُقرر أن ينتهي الفيلم على مشهد يدخل فيه أنور وجدي وليلى مراد والريحاني فيلا الباشا عند الفجر فيستيقظ الباشا ويفاجئ بهم ويقول له أنور وجدي أنه جاء لخطبة حفيدته منه.
لكن وفاة الريحاني قبل تصوير هذا المشهد جعل أنور وجدي ينهي الفيلم عند مشهد السيارة التي تقل الثلاثة إلى الفيلا، وكانت نظراته وكأنه يودع جمهوره متوقعًا وفاته.
3 – رشدي أباظة
توفي دنجوان السينما العربية رشدي أباظة خلال تصوير فيلم «الأقوياء» عام 1980 للمخرج أشرف فهمي، ما دعا المخرج للجوء إلى حل غريب لاستكمال العمل.
لم يغير المخرج نهاية الفيلم لكنه استعان بالفنان صلاح نظمي لإكماله، لذلك سوف يستغرب المشاهد ظهور رشدي أباظة في بعض مشاهد الفيلم وصلاح نظمي في مشاهد أخرى دون أي ارتباط بالتسلسل الزمني لأحداث الفيلم، علماً أن المخرج عمد إلى إخفاء وجه صلاح نظمي في المشاهد التي قام بتأديتها ما زاد في غرابة الأمر حيث يظهر تارة يتكلم وهو يدير ظهره للكاميرا، وتارة أخرى يتكلم ووجهه مختف خلف أوراق الشجر.
ولم يخفف من غرابة الأمر التنويه الذي عمد المخرج إلى عرضه في بداية الفيلم والذي شرح فيه أسباب الاستعانة بصلاح نظمي، ورغم أن وفاة رشدي أباظة لم تؤثر على النص الأصلي للفيلم، لكن أثرت كثيراً بلا شك على الشكل النهائي الذي خرج به.