عندما يأخذك الغرور معتقدا أن دولتك تحميك، فتصدمك العادات والتقاليد وعزة النفس العربية.. فلا أحد قادر على مسائلة ملك السعودية عن تصرفاته.. لماذا أقسم الملك فهد على السفير الأمريكى؟
هي حادثة من أهم الحوادث في تاريخ المملكة العربية السعودية، والتي تدل على قوة القرار السعودى، مهما اختلف الملوك والأمراء، فلا أحد يستيطع مهما كان أن يمارس غروره على على الدولة السعودية ولا ملوكها.
فيروى وزير الدولة للشؤون الأفريقية في السعودية، أحمد قطان، قصة حول “طرد” الملك فهد بن عبد العزيز للسفير الأمريكي ورفضه أن ينام في الرياض بعد أن وجه انتقادات للسعودية بسبب صفقة صواريخ صينية.
وقال قطان خلال مقابلة مع برنامج “الصورة” عبر روتانا خليجية: “تم تكليف صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وبندر بن سلطان بن عبدالعزيز، بشراء مقذوفات صينية للمملكة العربية السعودية”.
وأضاف الوزير السعودي قائلا: “وكان الأمير بندر كلما يذهب إلى بكين سفارة الكيان تبدي امتعاضها للأمريكان وكان الأمير بندر يقول لهم إن سفرياتي هذه لدعم العراق في مواجهة إيران”.
وتابع قطان قائلا: “إلى أن وصلت (المقذوفات) إلى الرياض.. وبعدما اكتشفوا أن المقذوفات العسكرية في المملكة وصل وفد لمقابلة الملك فهد للاحتجاج على هذه المقذوفات برئاسة السفير الأمريكي وكان اسمه هوران”.
وأردف الوزير السعودي: “تحدث السفير الأمريكي بما لا يجب أن يتحدث به أمام الملك فهد بن عبدالعزيز يحتج على الذي حدث ويتساءل عن سبب عدم إخبار الأمريكيين، فأسمعه الملك فهد رحمة الله عليه ما لم يسمعه أحد من قبل وأقسم بالله العظيم ألا يبيت في الرياض وذهب إلى المنطقة الشرقية في الظهران وبات هناك ثم طُرد”.
ولفت قطان إلى قوة الدولة السعودية، وأنه لا أحد يملي عليها قرارها، مؤكدًا أنه لا توجد دولة طردت السفير الأمريكي من قبل.
وحول نفس القصة يؤكد الإعلامي عماد الدين أديب، أن الرئيس الأمريكي رونالد ريجان سارع في الاتصال بالملك فهد وقدم اعتذاره عما بدر من السفير الأمريكي.
وتشهد العلاقات السعودية الأمريكية الآن حالة من التوتر على المستوى السياسى والاقتصادى، بعد قرار أوبك بلس، وتوعد مسؤولون غاضبون في واشنطن بـ “عواقب” بعد أن خفضت منظمة أوبك بقيادة السعودية إنتاج النفط على عكس رغبة الولايات المتحدة الأمريكية التي ترى أن قرار أوبك بزعامة الممكلة العربية السعودية قرار لا يخدم إلا مصلحة روسيا، ويضر بمصالح حلفاؤها في أوروبا وأسيا كما أنه يؤثر سياسيا على الداخل الأمريكى.
وفي الوقت ذاته اتجهت المملكة العربية السعودية إلى الصين، واستضافت القمة العربية السعودية، لتحمل عددًا من المخرجات والاتفاقيات السياسية والعسكرية التى تمثل خطورة على الولايات المتحدة الأمريكية التي قد تفقد أحد أهم حلفاؤها بالمنطقة.. ما رأيك في تصرف الملك فهد؟