كأن الزلزال لم يكن كافيا من بين الكوارث التي تعيشها المدن التركية، فالشوارع تحولت لانهار جارية جرفت كل شئ في طريقها، والسماء لا تتوقف صنابيرها المنهمرة من أمطار غزيرة لم تشهدها من قبل المدن التي يفوح منها رائحة الخراب في كل جانب.. والصواعق في السماء ترعب القلب.. ماذا يحدث في تركيا؟ هل هو غضب من الله؟
بين أمطار منهمرة لا تتوقف وشوارع تحولت إلى أنهار يجري فيها الماء باندفاع كبير يجرف في طريقه كل شئ، مشاعر الخوف مازالت تعشش في نفوس الأتراك في الذكرى الأربعين لزال الإثنين الأسود.
لم تدع الكوارث الطبيعية التي مازالت تضرب الولايات التركية التي تأثرت سابقا بالزلزال فرصة لأهلها ليعيشوا أحزانهم ويتعاملوا معها، فلم يتوقف نبض الأرض منذ السادس من فبراير الماضي، آلاف الهزات الأرضية تضرب القشرة الأرضية باستمرار، وتسحب الأرض من تحت أقدام سكانها، وفي خضم معاناة الأتراك مع الزالزال ومحاولة لملمة نفوسهم التي مزقتها تداعيات الزلزال الأسود، كان لابد لهم من التعامل مع كوارث جديدة.
كوارث لم تكن في الحسبان، إذا لم تتوقف الأمطار في السماء، لتحول الشوارع إلى أنهار جارية بسرعة كبيرة، جرفت في طريقها خيام الناجين من الزالزال، لينجو من الزلزال ويكون السيل مصيرهم المحتوم.
وظهر ذلك جليا في ولايتا شانلي أورفة وكهرمان مرعش بجنوب تركيا المتضررتين بالأساس من الزلزال المدمر الشهر الماضي، حيث هطلت الأمطار الغزيرة، بعد 3 أيام فقط من كارثة السيول والفيضانات التي حملت في طريقها ما تبقى من ركام المنازل المنهارة.
وكشفت وكالة “الأناضول” التركية أن سلطات الولايتين المتضررتين تتخذ تدابير مكثفة لمنع تضرر المواطنين حال حدوث كارثة مماثلة لتلك التي وقعت في منتصف مارس الجاري.
وفي ذات الوقت وجهت الحكومة تحذيرات للمواطنين في ظل توقعات باستمرار هطول الأمطار وارتفاع منسوب المياه في الشوراع.
وتسببت وصواعق البرق المستمرة في سماء كهرمان مرعش في إصابة عدد كبير من السكان بقلق كبير خوفا من أن تكون صواعق النهاية التي تخرج المارد من الأرض وتقلب ما فوقها رأسا على عقب مثل زلزال الإثنين الأسود، لاسيما أن كهرمان مرعش هي مركز الزلزال المدمر.
كما تفاجئ سكان عدة مدن أخرى بأمطار ثلجية ضخمة، حيث ألقت السماء بكرات الثلج التي أفزعت الآلاف من ضخامتها وحطمت زجاج السيارات في الشوارع.
وكانت السلطات التركية، قد حذرت السكان من اشتداد الأمطار والفيضانات بشكل كبير في الأيام القادمة، إذ دخلت المياه إلى الشوارع باندفاع كبير، وسحبت مياه الفيضانات عددا كبيرا من السيارات بداخلها أشخاص، حيث بلغ ارتفاعها المياه حوالي 1 متر.
وتعد تركيا من أكثر الدول التى تمتلك أنهارًا، إذ يوجد بها 24 نهرًا وجدولا مائيا، أطولها داخل تركيا هو نهر كيزل أرمارك، ونهر الفرات هو الأطول بشكل عام.
كل هذه الكوارث الطبيعية المتتالية في تركيا، طرحت تساؤلات هامة، حول سبب تعرض تركيا لكل هذه الكوارث في 40 يوما، هل هو غضب من الله؟ أم التأثر بالتغيرات المناخية؟