تواصل مصر نهجها الذي بدأته خلال عقد مضى بتنويع علاقاتها الخارجية، إيمانا بسياسة المرونة في العلاقات الدولية مفادها، أنه ليست هناك علاقات مكتملة مع الجميع ولا قطيعة دائمة مع الكل.
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الهند، لعقد لقاءات رسمية تعد الثالثة من نوعها على مستوى القمم حيث زار الرئيس المصري نيودلهي مرتين من قبل، وتتزامن الزيارة مع مرور خمسة وسبعين عاما على انطلاق العلاقات بين الدولتين.
يتصدر التعاون الاقتصادي بين مصر والهند ملفات الزيارة الهامة التي تأتي في توقيت حساس قياسا بمسار الاقتصاد العالمي، خصوصا وأن للبلدين أربعة اتفاقيات أساسية بشأن التعاون المشترك.
تركز المباحثات المصرية الهندية أيضا على مزيد من الدعم للعلاقات بين القاهرة ونيودلهي وتحديدا في المجال العسكري والتجارة، حيث تعد الهند واحدة من كبريات الدول المتقدمة صناعيا.
تحمل زيارة السيسي إلى الهند أهمية خاصة، حيث جاءت تلبية لدعوة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للمشاركة كضيف شرف في احتفالات الهند بيوم الجمهورية.
تركز المباحثات المصرية الهندية أيضا، على لقاءات هامة تنعقد بين الرئيس السيسي وبين كبريات الشركات الهندية الناجحة لبحث حصول مصر على مزيد من الاستثمارات الهندية في سياق التسهيلات التي تمنحها القاهرة للمستثمرين الأجانب.
تدير مصر بوصلة علاقاتها الدولية بالتوجه شرقا، ففي ذات الوقت الذي تحافظ فيه القاهرة على علاقات المصالح بينها وبين الولايات المتحدة والغرب، تدير علاقات ناجحة مع الصين وروسيا والهند.
يتفرد التعاون المصري الهندي بعلاقات موضوعية غير مشروطة سياسيا بمواقف معينة بما يضمن للقاهرة مزيدا من الاستقلال في إدارة علاقاتها الخارجية.
اقتصاديا تعمل في مصر ما يربو عن واحد وخمسين شركة هندية تتمتع بكافة المزايا الممنوحة للاستثمار الأجنبي حيث تصل استثمارات تلك الشركات إلى ثلاثة فاصل خمسة عشر في المائة مليار دولار.
تريد مصر زيادة عدد تلك الشركات لديها بما يضمن لها توفير مزيد من فرص العمل النوعية للشباب وتنمية مشروعات واعدة بين البلدين.
لا زالت الفرص القائمة للتعاون المصري الهندي في مجال الهيدروجين الأخضر بقيمة من المرتقب أن تتجاوز ثمانية مليارات دولار في ظل توجه العالم إلى الطاقة النظيفة.
التبادل التجاري بين مصر والهند يتجاوز سبعة مليارات دولار ومن المرتقب أن تؤدي تلك الإجراءات الاقتصادية بالتعاون مع الدول الفاعلة تجاريا وصناعيا إلى مزيد من الدعم لقيمة العملة المحلية المصرية.
تشير تقارير رسمية صادرة من القاهرة إلى ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة من يناير وحتى أكتوبر الماضيين بزيادة نسبتها أكثر من عشرين في المائة مقارنة بذات الفترة من العام السابق عليه.
تتجاوز العلاقات الهندية المصرية الاقتصاد والسياسية إلى علاقات ثقافية وشعبية بين شعبي البلدين، ففي القاهرة يوجد المركز الثقافي الهندي «مولانا أبو الكلام أزاد»، وتم تنفيذ برامج تبادل ثقافي بين الجانبين.