بعد هدوء عم أجواء الكوريتين في الـ5 سنوات الأخيرة، عادت الأوضاع واشتعلت مرة أخرى في الشهور الماضية فبعد الرقم القياسي الذي أطلقته كوريا الشمالية في يونيو الماضي بإطلاقها لثمانية تجارب في يوم واحد فوق الأراضي اليابانية.
تعود اليوم وتكرر فعلتها فوق الأراضي اليابانية مرة أخرى، لتقابل برد أمريكي عنيف هذه المرة، فيا ترى ماهي أهداف كوريا الشمالية من استفزاز أمريكا، ولماذا أتى الرد الأمريكي بهذه القسوة؟
سياسة الردع المتبادل
في سابقة لم تحدث منذ خمس سنوات، كوريا الشمالية تقوم باستئناف تجاربها فوق السماء اليابانية، لتطلق بعدها أمريكا وكوريا الجنوبية العنان لتجاربها فوق السماء الكورية وباتجاه بحر بحر اليابان.
وقالت هيئة الأركان المشتركة لكوريا الجنوبية، إن القوات الكورية الجنوبية والأمريكية أجرت تدريبات وتجارب خاصة بها، وجاء في البيان أن كل دولة أطلقت زوجا الرشقات قصيرة المدى من نوع «أتاكمز» أمريكية الصنع.
كما أكد الجيش الكوري الجنوبي أن هناك سقط أثناء التجارب بعد وقت قليل من إطلاقه ثم تحطم بعدها، لكنه لم يتسبب في وقوع أيه إصابات.
مجرد رد فعل
وأعلنت كوريا الجنوبية حسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية، أنها وواشنطن أطلقتا وابلاً من الصواريخ في البحر رداً على إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً فوق اليابان، بينما قوبل اختبار بيونغ يانغ الأطول مدى حتى الآن باستنكار دولي.
ويأتي هذا بعد أن أطلقت كوريا الشمالية المسلحة نووياً، في وقت سابق من يوم الثلاثاء، صاروخاَ باليستياً متوسط المدى لمسافة أبعد من أي وقت سابق، إذ حلق فوق اليابان لأول مرة منذ 5 سنوات ودفع السلطات هناك لأمر السكان بالاحتماء.
وأكدت الولايات المتحدة على جاهزية للرد على أي استفزاز محتمل، بقول المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، في مقابلة مع سي إن إن بواشنطن، “إن هذه التدريبات تهدف إلى التأكد من أن قدراتنا العسكرية على أهبة الاستعداد للرد على استفزازات الشمال إذا تطلب الأمر ذلك”.
لكنه في نفس الوقت أكد على أن الأمر لا ينبغي أن يصل إلى ذاك الحد، مؤكدا أن الولايات المتحدة أوضحت لكيم جونغ-أون أنهم على استعداد للجلوس على طاولة المفاوضات بدون أي شروط مسبقة.
لكن قال “للأسف كوريا الشمالية لا تظهر أي مؤشرات للتحرك في الاتجاه الدبلوماسي الهادف لإيجاد حل، فزعيم كوريا الشمالية لم يظهر ميلا للتحرك في هذا الاتجاه بل إنه يتحرك تقريبا في الاتجاه المعاكس من خلال الاستمرار في إجراء تلك التجارب الصاروخية والتي تشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي”.
وتعود آخر مرة حلقت فيها تجارب كوريا الشمالية فوق اليابان إلى 2017 في ذروة مرحلة “النار والغضب” التي تقاذف خلالها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون مع الرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب شتائم من العيار الثقيل.
فهل يا تُرى ستُصعد الأزمة عسكريا في المنطقة؟