سنوات مضت على استمرار إثيوبيا في بناء سد النهضة وسط تبريرات لم تتحقق حتى الآن على الأرض وبات سؤال المتابعين مفاده: «إذا كان سد النهضة قد تم بناؤه لتوليد الكهرباء.. فأين تلك الكهرباء التي عجزت التوربينات عن توليدها وأين هي نتائج التنمية التي تحققت إن كان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد صادقا فيما ذهب إليه من تبريرات؟».
أظهرت صور عالية الدقة للأقمار الصناعية ثلاثة أخطاء فنية تؤكد أن سد النهضة الإثيوبي حتما إلى زوال ما لم تتدارك أديس أبابا تلك الأخطاء بشكل عاجل وتعود إلى صوابها بالتنسيق مع دولتي المصب ومراعاة ما لدى مصر والسودان من خبرات فنية على دراية تامة بإجراءات إنشاء تلك السدود من ناحيتين أولهما طبيعة المنطقة ومستوى الملء المناسب للحفاظ على السلامة الإنشائية للسد.. أما الناحية الثانية فتتعلق بمدى استيعاب هؤلاء الخبراء الذين كان من المفترض الاستعانة بهم بتداعيات الأخطار المحدقة بالسودان حال تعرض سد النهضة لسوء.
برغم إخفاء الجانب الإثيوبي للعيوب الفنية في سد النهضة إلا أن صور الأقمار الصناعية تظهر وجود أعمال ترميم وتبطين لجدار الممر الأوسط للسد والمفترض أنه سيكون أساس التحكم في المياه التي يتم تصريفها.
تظهر صورة مقربة للسد أن شروخا وتشققات و انزلاقات طينية أثرت على سلامته الإنشائية ولطالما أجرت السلطات المسؤولة عن بناء السد عمليات ترميم بعد تتبع ورصد نقاط الضعف وسط إجراءات سرية بعيدا عن وسائل الإعلام خشية أن يتم تناول شؤون الترميم على أنها محاولة لاحتواء أخطار مفاجئة تؤثر على سلامة السد إنشائيا.
الخطر الآخر المرتبط بالسلامة الإنشائية لسد النهضة يتعلق بظهور تصدعات في المنطقة التي تعقب التسريب المائي من سد النهضة أي أن التسريب بات قريبا للغاية من السد الركامي التابع لسد النهضة.
حدوث تصدع في المنطقة التي تلي التسريب المائي من سد النهضة، حيث حددت الأقمار الصناعية مسافة التسريب المائي الذي اقترب جدًا من السد الركامي السرج، وهو السد التابع لسد النهضة والذي يُعد الأخطر على الإطلاق في تقييم السلامة الإنشائية للسد الإثيوبي.
يطلق على السد التابع لسد النهضة «سد السرج» وهو السد المساعد أو السد المكمل لمشروع سد النهضة الإثيوبي. وهو سد ركامي يقع بين جبلين وتغطي مساحته ثلاثمائة وثلاثين ألف متر مربع ويصل متوسط ارتفاعه إلى نحو خمسين مترا ويستهدف رفع سعة بحيرة سد النهضة من خمسة عشر مليار متر مكعب إلى أربعة وسبعين مليار متر مكعب.
الصور الأخيرة للأقمار الصناعية ترصد خطرا جديدا يهدد سد النهضة حيث يستمر عبور المياه أعلى الممر الأوسط للسد؛ ما يعني أن معدل تدفق المياه يصل إلى أقل من أربعين مليون متر مكعب يوميا أي أنه لم يتم تشغيل توربين توليد الكهرباء بالكفاءة المطلوبة.
تشير تقديرات الخبراء أيضا إلى أنه في حالة استمرار الوضع الراهن لتدفق المياه ستكون أديس أبابا مضطرة لفتح بوابات التصريف على الجانب الغربي لو انتوت الاستعداد للتخزين الرابع للسد.