منوعات

حكاية المقام الموجود داخل قصر عابدين

هو سر من أسرار قصر عابدين، رفض أن يتم نقله من مكانه”، وانهارت أمامه قوى رجال الخديوي إسماعيل، والذي خشي على نفسه وقرر تركه في مكانه على أن يكون مقامه داخل قصر الحكم.. ما هي حكاية المقام داخل قصر عابدين؟

استمرت القلعة مقراً للحكم في مصر طوال عهد محمد علي باشا و عباس الأول و سعيد باشا و الخديوي اسماعيل، ولكن حدث تحول دراماتيكي في عهد الخديوي اسماعيل، عندما أنشأ حي القاهرة الخديوية ونقل مقر الحكم من قلعة صلاح الدين الأيوبي إلي قصر عابدين.

بُني قصر عابدين، على أطلال منزل لأحد الضباط المماليك في عصر “محمد علي باشا” يُدعى “عابدين بك”، حيثُ اشتراه اسماعيل من أرملته التي اشترطت عليه أن يُسمى القصر باسم زوجها “عابدين” وضم إليه مساحات كبيرة تجاوره، والذي تم تأسيسه بمبلغ 700 ألف جنيه في ذلك الوقت، فتم بناء القصر وإزالة ما حوله من عدا مدفن”سيدي بدران”.

وقف مدفن “سيدي بدران أمام رجال الخديوي ولم ينجح أحد في نقله من مكانه خلال توسعة القصر، فكلما اقتربوا من المدفن، يتعرض أحدهم للأذى ما يقعده عن العمل، وكأن هذا الولي له كرامات تحصن مدفنه ضد أن يُنقل من مكانه، ومع تكرار المحاولات وتكرار تعرض العمال للأذى، لجأوا إلى الخديوى يطلبون منه المشورة.

وعندما علم الخديو بالواقعة، انتابته الحيرة، ومما زاد من حيرته أكثر أن هذا الولى مجهول ولا يعرف الناس عنه الكثير، لا يعرفون سوى أنه كان رجلًا صالحًا يدعى «بدران» وأن الناس تزور مدفنه وتتبرك به، فما كان من الخديو إلا أن اتخذ قرارًا بعدم نقل المدفن وإدخاله ضمن تصميمات القصر الجديد حفاظًا على «المقام» وتجنبًا لأى متاعب مستقبلية قد تواجهها عملية البناء.

وبالفعل، تم الحفاظ على المدفن وتجديده وبناء غرفة خاصة به مزخرفة ومنقوشة، ثم استكمل بناء القصر الذى شارك في تصميمه مجموعة من المهندسين المعماريين المصريين والأجانب تحت إشراف «ليو روسو» رئيس المهندسين المعماريين في القصور الملكية آنذاك.

أما مدفن سيدى بدران، فظل قائمًا، وظلت العناية به مستمرة، حتى أن الملك فؤاد الأول قام بتجديده بزخارف نباتية ملونة وكتابات قرآنية مشابهة لتلك الموجودة في المسجد الواقع داخل القصر بجوار باب باريس، كما أعيد ترميم المدفن مرة أخرى في الوقت الحاضر، ضمن خطة عامة لترميم القصر.

حكاية سيدى بدران في قصر الحكم من أغرب الحكايات التي قد تسمعها في التاريخ المصري الحديث، حيث يظل صاحب الكرمات في قصر عابدين وتقف قوى السلطة التي تتحكم في المال والعمال من إزاحته عن مكانه، فتراجع الخديوي إسماعيل عن تحريكه من مكانه خشية أن يحدث له ما حدث للعمال، لاسيما أن الاعتقدا السائد في ذلك الوقت أن من يحركه من مكانه سيتعرض للأذى.. هل كنت تعلم حكاية سيدي بدران؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى