أحاديث متتالية بشأن الأزمة الاقتصادية التي تعانيها مصر والتي تحولت إلى مادة رائجة لدى المتخصصين وغيرهم ممن وجدوا الاقتصاد موضوعا ثريا لجذب الاهتمام إلى المتحدث عنه. لكن بعدا بات غائبا في تناول تلك الأزمة برغم أنه قد يكون الحل الغائب.
هناك في مدينة «سانت كاترين» كان المصريون على موعد جديد مع إعجاز خارج قدرات البشر. ذلك الإعجاز الذي ربما يكون بداية النهاية للأزمة الاقتصادية وقيمة العملة المحلية. حال توازت الخطط المعدة مسبقا بشأنه مع الوجهات الشاملة بشأن الموارد الطبيعية في البلاد.
بالتوازي مع نهج مصري جديد في التعامل مع الموارد التي تتسق مع الموقع الجغرافي والمساحة وحالة الاستقرار، ظهر «مشروع التجلي الأعظم»، والقائم على إعادة تقييم الموارد الطبيعية والمواقع التاريخية في محافظة جنوب سيناء.
تقوم خطط إطلاق المشروعات السياحية المرتقبة في جنوب سيناء على الوصول إلى أقصى درجات الاستفادة من تلك المواقع فيما تقرر إدراج المشروع في خطط التنمية المتكاملة.
تكمن أهمية المشروع الجديد في أنه واحد من الإجراءات الجادة لاستعادة قوة العملة المحلية أمام الدولار خصوصا وأنه يتزامن مع مشروعات أخرى تستهدف تعظيم الاحتياطي النقدي ودعم قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية.
يأتي المشروع ضمن إجراءات متكاملة تشمل عمليات التنقيب الموسعة عن الغاز شمالي البلاد، بالإضافة إلى اعتماد الجنيه المصري رسميا في روسيا والإجراءات الأمنية التي اتخذتها مصر ضد سوق العملية السوداء، وكلها إجراءات تدعم الجنيه أمام الدولار.
تشير التقديرات إلى أن «مدينة سانت كاترين» تعد كنزا حقيقيا بالنسبة للتصنيفات السياحية، ويأتي مشروع «التجلي الأعظم» اتساقا مع المزايا النوعية التي ترتبط بها المدينة وتسجيل مواقعها ضمن قائمة التراث العالمي.
المناطق السياحية في المدينة ترتبط تاريخيا بقيمة دينية كبرى في الديانات الثلاثة، وتحت شعار «التجلي الأعظم فوق أرض السلام» تقرر تشكيل لجنة تضم خبراء على أعلى مستوى من مختلف الجهات المعنية، لتنفيذ مخطط لتطوير المدينة التاريخية.
يمزج المشروع النوعي الذي تتم متابعته على أعلى مستوى تنفيذي في البلاد بين مزايا عديدة أبرزها توفير ألف وظيفة فضلا عن توفير فرص عمل غير مباشرة، مع جذب أعداد كبيرة من السائحين، وتعظيم الاستفادة من النباتات الطبية النادرة في سانت كاترين والتي ظلت دهرا من الزمان وسائل للتداوي لدى قبائل سيناء ومن المقرر تكثيف الجهود البحثية بشأن تلك النباتات التي تعد كنزا عشبيا فريدا، بالإضافة إلى زراعة الزيتون.
تتفرد المنطقة ببيئة صحية تماما ببعدها عن الزحام والضجيج ومصادر التلوث وهو ما يدعم إنشاء مشفى صحي في هضبة مرتفعة للتداوي والاستشفاء، فضلا عن ملائمة المدينة لإنشاء خمسمائة وسبعين وحدة سكنية متميزة على أطرافها.
يأتي ذلك المشروع وغيره من المشروعات الداعمة للاقتصاد المصري بداية لمرحلة جديدة بشأن دعم العملة المحلية وتوفير مصادر جديدة للدخل ترتبط بالتنمية المستدامة من ناحية وبتعظيم قيمة الموارد الطبيعية من ناحية أخرى. لعل المصريين يجدون ضالتهم في دعم عملتهم الوطنية بعوائد تلك المشروعات النوعية.