الدبيبة يُفشل اتفاق الفرقاء وتصعيد عسكرى بين الشرق والغرب فى ليبيا

تصعيد عسكرى فى الشرق وأخر فى الغرب ومناورات سياسية فى المغرب، التاريخ يعيد نفسه فى حلقة مفرغة كأنه شريط سينمائى للمشاهد قبل العملية العسكرية الكرامة كما يطلق عليها الشرق أو بركان الغضب كما يسميها الغرب، ماذا يحدث في ليبيا؟

تعيش ليبيا حالة من الانقسام السياسى بين الشرق الغرب، دعمته المصالح الخاصة والأجنبية لدى بعض القوى الإقليمية والدولية، منذ أكثر من 10 سنوات، فكان لابد أن لا يجتمع الفرقاء حتى تستمر المكاسب السياسة والمادية لدى البعض، إلا أن رئيسا مجلسا النواب والأعلى للدولة، عقيلة صالح وخالد المشري اتفاقا على تسمية المناصب السيادية قبل نهاية ديسمبر المقبل، وأن تكون هناك حكومة واحدة للبلاد.

وتشهد ليبيا حالة من الانقسام الحكومي بعدما قرر مجلس النواب سحب الثقة من حكومة الوحدة الوطنية الموقتة برئاسة عبدالحميد الدبيبة وتكليف حكومة جديدة برئاسة فتحي باشاغا، ورفض الأول تسليم السلطة قبل إجراء الانتخابات، لتصبح ليبيا دولة واحدة بحكومتين.

وعلى الرغم من تفاؤل البعض بنتائج اجتماع رئيسا مجلسا النواب والأعلى للدولة على حكومة وموحدة، إلا أن رد الفعل على هذه الاجتماع المعلن موعده جاء فى نفس اليوم، من قبل عبدالحميد الدبيبة رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها بطرابلس، ففي سابقة هي الأولى من نوعها منذ توليه السلطة، أشرف “الدبيبة” باعتباره وزير الدفاع على التمرين التعبوي «إعصار 1» الذي نفذته 30 وحدة من القوات العسكرية التابعة له، أبرزها اللواءان «444 قتال» و«53 مشاة مستقل».

ليكون رد الدبيبة واضح على أنه لن يغادر السلطة إلا من خلال خوض المعارك، وأن اتفاق المشرى وعقيلة صالح فى المغرب لا يمكن تنفيذه على الأرض فى ظل تواجد القوات العسكرية الموالية له.

وقال الدبيبة، خلال التمرين العسكرى، أنه استمع بحضور محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لحكومته، ورؤساء الأركان التخصصية ومديري الإدارات والمكاتب بوزارة الدفاع، بالإضافة إلى الملحقين العسكريين لإيطاليا وتركيا والسودان، لشروح تفصيلية حول التمرين من الفريق المختص، قبل أن يعطي الإذن للبدء بالتمرين.

ولم يكشف الدبيبة عن نواياه إذ قال إنه عقد اجتماعاً موسعاً ضم جميع القيادات العسكرية المشاركة في التمرين لمناقشة عدد من الموضوعات العسكرية المهمة، التي لم يفصح عنها. وأظهرت لقطات مصورة وصور فوتوغرافية قيام عثمان إيتاج، قائد القوات التركية في ليبيا، بتقديم شرح للدبيبة والحداد حول خطة المناورات التي تعد الأولى من نوعها.

وعلى الجانب الأخر من ليبيا، كان «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر أجرى مناورات عسكرية لقواته البرية والجوية في مدينة سبها بجنوب البلاد، داعيًا الشعب إلى النهوض رفضا لحكومة الدبيبة مؤكدًا استعداد الجيش للوقوف بجانب الشعب.

ويخشى مراقبون عودة العمليات العسكرية بين الشرق والغرب مرة أخرى فى ظل انسداد سياسى بين حكومتين ومجلس نواب ومجلس الدولة ومجلس رئاسى.

بين تصعيد عسكري فى الشرق والغرب، ومناورات سياسية فى المغرب لإيجاد حلول نهائية لهذا الخلاف، تتمزق الدولة الليبية بين الفرقاء، ويعيش المواطن الليبي أصعب أيامه بفعل المصالح الخاصة والضيقة للبعض ومصالح الدول الإقليمية التى لا ترغب فى لم شتات الفرقاء.. فهل تنجح المبادرة السياسية فى المغرب فى تنفيذ وعودها قبل ديسمبر المقبل؟

Exit mobile version