موجات الجفاف تضرب بلا رحمة القارة العجوز، غابات أوروبا تشتغل، الأشجار تتحول من اللون الأخضر إلي اللون البني خلال فصل الربيع، المياه تتبخر و الأنهار تجف، الحر والجفاف يتسببان فى المزيد من نفوق الحيوانات، المزارع الأوروبية تتحول إلى أراضي جرداء.
فما الذي يحدث في قارة أوروبا، وهل تتحول القارة من اللون الأخضر إلي اللون الأصفر، كل هذه التساؤلات سنجيب عنها خلال هذا التقرير فتابعونا.
طالما اشتهرت قارة أوروبا بأراضيها الخضراء وأنهارها الجارية، وأمطارها الغزيرة التي لا تتوقف عن السقوط، لكن لأن الوضع انقلب رأسا انْقلَب رأْساً على عقب
الأنهار جفت، و الأشجار الخضراء تتحول إلى اللون البني في منتصف الربيع، موجات الجفاف تضرب كل شبر في القارة العجوز، و تغير المناخ تهديد حقيقى يرعب سكانها.
ففي فرنسا تم تسجيل أسوأ موجة جفاف في البلاد منذ عام 1959، علي الرغم من أن فصل الصيف لم يحل بعد، حيث شهدت فرنسا في العام الماضي ارتفاعاً في درجات الحرارة.
حيث بلغ عجز هطول الأمطار بنسبة 25% في جميع أنحاء البلاد، وذلك وفقا إلى هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، ومنذ أول أبريل الحالي، فرضت فرنسا قيود على استخدام المياه في 29 بلدية و التي يسكنها ما يقارب المئة ألف مواطن.
أما في إسبانيا فقد وصلت درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، حيث ارتفعت في بعض المناطق بحوالي 15-20 درجة مئوية، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في عاصمة إقليم الأندلس مدينة إشبيلية الجنوبية.
وبسبب موجات الجفاف المتتالية التي تضرب إسبانيا، تعااني حوالي 27% من الأراضي الإسبانية من حالات جفاف مصنفة على أنها “طارئة”، حيث تبلغ احتياطيات المياه 50% من السعة على المستوى الوطني.
كما أجبر العديد من المزارعين التخلي عن الزراعة الربيعية، وخاصة الحبوب والبذور في المنطقة الزراعية الأكثر أهمية في إسبانيا، بالإضافة إلى ذلك عمدت وزارة الزراعة الإسبانية إلى تخفيض مخصصات مياه الري للمزارعين في المنطقة بنسبة تصل إلى 90% في بعض الأحيان.
وقد أعلنت نقابة مزارعي إقليم الأندلس بأن 60% من الأراضي الزراعية الإسبانية تعاني بسبب شح الأمطار.
ولم تكن إيطاليا في مأمن من الجفاف، فقد انخفض منسوب المياة في بحيرة جاردا إلى أدنى مستوى لها منذ عام 1953 ، بارتفاع 45.8 سم فقط فوق مستوى سطح البحر، وتعد تلك البحيرة من أكبر بحيرات إيطاليا، حيث تبلغ مساحتها حوالى 370 كيلومترًا مربعًا.
كما يشهد نهر بو موجة من الجفاف التاريخي، حيث يعتبر النهر الأكبر و فى إيطاليا، وله تأثير هائل على الاقتصاد الإيطالى، حيث يمثل نهر بو 55٪ من الثروة الحيوانية، و 35٪ من الزراعة ، و 55٪ من الطاقة الكهرومائية.
فهل يأتي اليوم الذي تتحول فيه القارة الخضراء الي صحراء جرداء؟