ها هو النيل يكشر عن أنيابه للمصريين، مهددا بغرق القرى، ويجبر المواطنين والمزارعين، على ترك أراضيهم، وكذلك إخلاء منازلهم، نظرا لارتفاع منسوب المياه، فما هي القصة وهل رجعت مصر إلى عهد الفيضانات مرة أخرى، هذا ما سوف نعرف في هذا الفيديو فتابعونا.
إنذار شديد اللهجة أطلقته مدينة أشمون التابعة لمحافظة المنوفية شمالي مصر بأنه يجب على جميع المواطنين والمزارعين المقيمين في أراضي طرح النهر إخلاء تلك الأراضي، و ترك المنازل، نظرا لارتفاع منسوب المياه بفرعي نهر النيل رشيد ودمياط.
ويبدو أن الطبيعة وقفت في وجه آبي أحمد وسد النهضة وقررت أن يصل منسوب النيل هذا العام إلى مستوى قياسي.. متجاوزا كل العوائق التي صنعها البشر على نهر النيل ليصل إلى أبعد نقطة في شمال مصر ليتسبب ارتفاع المنسوب إلى مستوى غير مسبوق.
حيث أكدت الجهة المحلية للمدينة الواقعة في دلتا مصر، في بيان لها أن ارتفاع منسوب المياه قد يؤدي إلى حدوث غمر لمعظم أراضي طرح النهر بجانب المباني المقامة على جوانب مجرى النهر.
و تعرف أراضي طرح النيل بأنها الأراضي الطينية الواقعة على جانبي نهر النيل، وفروعه سواء كان فرع دمياط أو فرع رشيد، وتعد المنطقة المحيطة بهذه الأفرع منطقة يطلق عليها حرم النهر.
وتكون أراضي طرح النهر أقل من منسوب الأرض الطبيعية في المدن والقرى بمساحة كبيرة تصل إلى 4 أمتار، وتكون أعلى بشكل طفيف عن منسوب مسار النيل بأقل من نصف متر، وتكون تلك الأراضي عرضة للغرق نتيجة ارتفاع منسوب مياه نهر النيل كل عام.
وهذا السياق، قالت وزارة الري المصرية، إن ارتفاع منسوب مياه النيل في هذا التوقيت من كام أمر طبيعي، منوها بأن النيل يمر حاليا بفترة الفيضان التي تمتد على مدار 3 أشهر، هي أغسطس وسبتمبر وأكتوبر.
الحكومة المصرية أكدت أن الأمطار الغزيرة التي تسقط في دول المنابع، ترفع منسوب المياه في بحيرة ناصر بشكل طبيعي، حيث يرتفع منسوب نهر النيل خلال فترة الفيضان من 80 إلى 120 سم.
كما أن هناك سبب آخر لارتفاع منسوب نهر النيل،هو وجود بعض الاختناقات الناتجة عن تعديات بعض المواطنين على مجرى نهر النيل، وذلك بالبناء أو الزراعة أو الردم في مناطق ملاصقة للنيل.
وشهدت مصر على مدار تاريخها قبل بناء السد العالي العديد من الفيضانات فيضانات، التي تسببت في حدوث ارتفاع فى الأسعار بالأسواق، و تقلص المساحات الزراعية.
لكن في عام 1887م، تعرضت مصر الى فيضان عنيف، حيث تلقت أكثر من حصتها الحالية من المياة، حيث بلغت كمية المياه التي تلقاها مصر نحو 150 مليار متر مكعب من الهضبة الإثيوبية
وهو أعلى إيراد من حصة اتفاقية تقسيم نهر النيل، حيث تسبب الفيضان في كما توقفت حركة المواصلات بين محافظات مصر بجانب تعطل حركة السكك الحديدية.
لكن بعد بناء السد العالي عام 1960، تشهد مصر أي فيضانات مدمرة،حيث عمل على حماية مصر من الفيضان والجفاف أيضا.
حيث يقلل السد من اندفاع مياه الفيضان، ويقوم بتخزينها بشكل دائم في بحيرة ناصر التي يبلغ طولها 500 كيلومتر ومتوسط عرضها 12 كيلومترا، للاستفادة منها في سنوات الجفاف، و وتبلغ سعة التخزين الكلية لبحيرة ناصر 162 مليار متر مكعب من المياه، وسعة التخزين الميت 32 مليار متر مكعب
فهل تعود مصر إلى عصر الفيضانات من جديد؟