العالم في ورطة بسبب نقص الغذاء فهل استعهداف اسطول روسيا قضى على الطموح؟

تصاعدت الأوضاع فى البحر الأسود بين روسيا وأوكرنيا، إلى منحنى دقيق جر معه العالم إلى ويلات الصراع، لاسيما بعد إعلان روسيا انسحابها من الاتفاق الذى يسمح بتصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية، وبالتالى أصبح العالم الذى يعانى من أزمة غذاء  بالأساس فى ورطة كبيرة.. فما موقف مصر؟

قال رئيس الحجر الزراعي المصري أحمد العطار، إنه “منذ بداية الوقائع في أوكرانيا، اتخذت الحكومة المصرية عددًا من الخطوات الاستباقية باعتماد أكثر من 22 منشأ لدى الحجر الزراعي المصري لاستيراد القمح، حتى نتفادى التداعيات السلبية لهذه الأزمة قدر الإمكان.

ولفت “العطار” إلى أن القرار الروسى بالانسحاب من اتفاق الحبوب قد يؤثر على كميات القمح الصادرة عن أوكرانيا، وبالتالي يؤثر ذلك على الكميات المتاحة بالأسواق العالمية، ومن ثم يتسبب هذا الأمر في ارتفاع الأسعار مجددًا وخاصة القمح والذرة.

وذكر رئيس الحجر الزراعي المصري أن أوكرانيا من الدول البارزة في تصدير القمح والذرة، وبالتالي فالتأثير سيكون على مستوى أسعار المنتجات الزراعية، والكميات المعروضة عالمياً وخاصة المعروضة من أوكرانيا.

وحول موقف مصر من الأزمة، أكد المسؤول عن الحجر الزراعى أن القرار الروسى بتعليق اتفاق تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية لن يؤثر على توافر الكميات المطلوبة من القمح أو الأعلاف أو الحبوب الأخرى الواردة إلى مصر، لافتًا إلى أن مصر لديها مناشئ معتمدة ومتعددة وتستطيع الاستيراد منها لحين انتهاء تلك الأزمة وعودة الأوضاع لطبيعتها.

وأضاف أن استيراد شحنات القمح أو الذرة يكون عبر شركات موردة لصالح هيئة السلع التموينية أو القطاع الخاص، ويتمثل دور الحجر الزراعي في فحص تلك الشحنات في بلد المنشأ أو بعد وصولها للموانئ المصرية”.

وكانت روسيا قد أرجعت قرارها بالانسحاب من اتفاق الحبوب إلى استهداف الأسطول الروسي في البحر الأسود بشبه جزيرة القرم.

وفي يوليو الماضي، وقعت روسيا وأوكرانيا في إسطنبول على اتفاقية برعاية الأمم المتحدة وتركيا، تتيح لأوكرانيا إعادة فتح موانئها على البحر الأسود من أجل تصدير الحبوب، بما يسمح بتصدير ملايين الأطنان من الحبوب العالقة في أوكرانيا بسبب الحرب.

ونص الاتفاق على إنشاء ممرات آمنة للسماح بإبحار السفن التجارية في البحر الأسود، وتصدير ما بين 20 و25 مليون طن من الحبوب.

ودعت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى بذل كل ما هو ممكن للحفاظ على الاتفاق المتصل بتصدير الحبوب الأوكرانية.

وكانت المدة الأولية للاتفاق بشأن الصادرات الأوكرانية هي 120 يوما من تاريخ توقيع الاتفاق الذي سمح بتمديده تلقائيا في 19 نوفمبر “إذا لم يعترض أي طرف”.

لكن انهار كل شئ مع استهداف الأسطول الروسى فى البحر الأسود من قبل القوات الأوكرانية، فأعلنت روسيا انسحابها من اتفاقية تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية وسط تنديد دولى وأممى بالقرار الروسى.

تعد روسيا وأوكرانيا من أهم مصدرى القمح فى العالم، وترك الصراع بينهما الدول الفقيرة فى أزمة غذائية كبيرة من حيث توفير القمح والغذاء، وكانت اتفاقية تصدير الحبوب هى حبل النجاة لتلك الدول من أجل الخروج من النفق المظلم لكن مع القرار الروسى الأخير، تركت هذه الدول بلا حول ولا قوة، لاسيما مع ارتفاع الأسعار المنتظر بسبب نقص سلاسل التوريد.. فهل تعود روسيا فى قرارها؟

Exit mobile version