خبيرة مائية عراقية تدق ناقوس الخطر وتحذر: العراق سيصبح بلا روافد قريبًا، ستجف أنهاره وتضمحل وسنصبح على عراق بلا رافدين.مثل تلك التوقعات تأتي في وقت حرج تنحسر فيه مياهه دجلة والفرات بشكل كبير ووسط مخاوف من تصحر العراق وفقدانه لإحدى شرايينه المائية، فيا تُرى ما القصة؟
“خلال العشرين عاما القادمة سيتحوُّل العراق إلى بلد يعاني التصحر والجفاف، وسيختفي نهرا دجلة والفرات” الخبيرة العراقية الدكتورة سعاد العزاوي تدق ناقوس الخطر تنذر بكارثة مائية وشيكة لبلاد الرافدين.
ويأتي توقُّع الخبيرة العراقية باختفاء نهري دجلة والفرات، وسط معاناة العراق من ندرة المياه والتصحر بسبب الانخفاض المستمر في تدفق مياه نهري دجلة والفرات.
ولم تكن تلك هي الأزمة الأولى التي تواجه بلاد الرافدين، فقد حذرت الأمم المتحدة بالعراق هي الأخرى من قبل من شح المياه المتوقع مستقبلا، فما هو السبب وراء ذلك؟ وهل من حلول متوقعة قريبًا؟
ترجع التقارير العالمية أزمة التصحر في العراق إلى قيام تركيا وإيران ببناء 100 سد بالإضافة لمحطات توليد طاقة كهرومائية على منابع نهري دجلة والفرات.
فقد وصل في الآونة الأخيرة عدد السدود المبنية على منابع النهرين أكثر من 100 سد وخزان كبير في كل من تركيا وإيران، وكل هذا في أقل من أربعة عقود فقط، وهو ما أعاق تدفق النهرين بشكل كبير.
وما يعزز توقعات الخبيرة العراقية باختفاء نهري دجلة والفرات، هو تأكيد بعض المنظمات الأوروبية في تقاريرها أن نهري دجلة والفرات قد يجفان تمامًا عام 2040.
وذلك بالاستناد إلى جملة من المعطيات، منها ما يتعلق بالتغيُّرات المناخية التي يشهدها العالم وتطوراتها في المستقبل، ومنها ما يرتبط بسياسات الثأر التي تنتهجها دول الجوار العراقي.
ومن المعلوم أن النهران ينبعان من جبال جنوب شرق تركيا ويمران على سوريا والعراق قبل أن يلتقيا ويشكلا شط العرب في البصرة، ثم يصبَّا في مياه الخليج العربي، وما يسمح بذلك هو طول النهرين الكبير فمثلا نهر دجلة يبلغ 1850 كم، فيما يبلغ نهر الفرات 3000 كم.
ورغم مطالبة العراق بالحصة المائية المقررة له طبقا للقوانين الدولية، إلا أن مناسيب دجلة والفرات في تناقص إلى حد أن سكان إحدى القرى شمال بغداد وجنوب العراق التي يمرُّ بها دجلة يعبرون النهر مشيا على الأقدام!
وهو أمر يحتم على العراق انتهاج سياسة مائية تحافظ على هذه الثروة الكبيرة وإيقاف هدرها، والبحث عن وسائل بديلة لإدامتها.
كما أن بعض المحللين يحذرون من تفاقم أزمة المياه وغياب سياسة مائية لمواجهة الشح المنتظر فيها، وخصوصا فيما يتعلق بالتحكم بالسدود التي بناها العراق خلال نصف قرن على دجلة والفرات. فهل تُحل الأزمة المائية العراقية قريبا ياترى؟