القاهرة تنقذ عواصم أوروبا..فماذا فعلت لتكون مصدر للطاقة في أوروبا؟

يبدو أن مصر فى طريقها لتنفيذ سد عالى جديد على البحر المتوسط لا يمدها وحدها بالطاقة بل يمد الدول الأوروبية أيضًا، حيث يجعل المصانع في أوروبا والمنازل تعمل بالطاقة المصرية.. ماذا فعلت مصر لتكون مصدر للطاقة في أوروبا؟

تسعى مصر منذ سنوات عدة لأن تكون مصدر للطاقة في العالم لاسيما الطاقة المتجددة، حيث أجرت مصر إصلاحات كبيرة، على مصادر إنتاج الطاقة لديها، فتحولت من دولة عاجزة عن تلبية احتياجاتها في عام 2014، بسبب نقص الغاز الطبيعي وتقادم المحطات ونقص قطع الغيار، إلا أحد أهم دول العالم في تصدر الطاقة عن طريق الربط الكهربائي مع دول الجوار.

وكشف نائب رئيس هيئة الطاقة المصري إيهاب إسماعيل، سر التحول المصري، فى سنوات قليلة، مؤكدًا أن القاهرة أدركت حجم الأزمة التى تمر بها وضورة إيجاد حل جذرى، حيث كانت تعتمد في ذلك الوقت على 92% من احتياجاتها من الكهرباء على الطرق التقليدية، والباقي موزع بين محطات الرياح والمياه، وعلى الفور كانت الخطوة الأهم والعاجلة بالتعاقد على محطات لإنتاج الكهرباء عن طريق الغاز الطبيعي، وتشجيع القطاع الخاص على المشاركة في مشاريع الكهرباء.

وذكر أنه بعد الوفرة في إنتاج الطاقة، تستهدف القاهرة تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعي والتحول إلى الطاقة المتجددة بنسبة 50% في خطة زمنية تنتهي عام 2035.

كما توسعت مصر في عمليات الربط الكهربائي مع عدد من الدول العربية في محيطها الإقليمي، مثل الأردن، والعراق، وليبيا، كما أنه يوجد خطط لإنشاء شبكة ربط كهربائي بين دول المغرب العربية الأردن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا وتركيا، وكذلك بين مصر والسودان، ومصر ودول الخليج العربي.

ويبدو أن مشروعات الطاقة والربط الكهربائي سيتجه إلى طريق جديد لم يكن في الحسبان عبر أوروبا، وذلك بعد أزمة الطاقة العالمية وتأثر سلاسل الإمداد بما يحدث في العمليات العسكرية بين روسيا وأوكرانيا، وارتفاع أسعار الغاز والصعوبات اللوجستية في نقله مع توقف أوروبا عن استيراد الغاز الروسي.

فيما يوصف بأنه مشروع القرن، وأنه سد عالي جديد، ينير أوروبا بكهرباء مصرية، وقعت مصر ممثلة في الشركة المصرية لنقل الكهرباء مذكرة مع أحد أضخم الشركات النرويجية شركة “سكاتك إيه إس إيه” لبدء دراسات مشروع الربط الكهربائي بين مصر و القارة العجوز لتصدير الطاقة المتجددة من مصر إلى أوروبا عبر إيطاليا.

ومن جانبه أكد وزير الكهرباء المصري محمد شاكر، أن تلك المذكرة التي تم توقيها ستسهم في تسهيل التعاون يتعلق بتصدير الطاقة الكهربائية لأوروبا عبر إيطاليا.

ويعتقد مراقبون أن عملية البدء ذلك المشروع لن تتأخر كثيرً مع توفر الظروف الفنية لبدء المشروع، لاسيما مع احتياج أوروبا المستمر للطاقة وارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه مما أثر بشكل كبير على الصناعات وارتفاع فواتير الطاقة في المنازل.

ولفت شاكر، إلى أنه عقب الانتهاء من دراسة الربط الكهربائي، حيث سيتم البدء في مناقشة والاتفاق على خطوات تنفيذ المشروع بهدف تصدير الطاقة المتجددة إلى أوروبا عبر إيطاليا بالتنسيق مع مشغل شبكة النقل في إيطاليا.

Exit mobile version