الرعب يدب بين السكان، الأوضاع انقلبت رأسا على عقب في العاصمة السودانية الخرطوم، مع تصاعد لأعمدة الدخان من داخل قاعدة مروي الجوية، أجواء حرب حقيقة تعيشها أهل السودان.
حيث خيمت عليها أجواء حرب حقيقية، وسط اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في القاعدة الجوية والعاصمة الخرطوم، فما هي جذور ومحطات الخلاف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
يرجع تاريخ الخلافات بين كل من الجيش السوداني وقوات التدخل السريع، إلى اللحظة التي أعلن فيها رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ضم قوات التدخل السريع إلى الجيش، ليتم تكوين جيش وطني واحد يدافع عن أراضي السودان.
لكن في يوليو 2021، أعلن قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو المعروف ب حميدتي، أن الحديث عن دمج قوات الدعم السريع في الجيش يمكن أن يؤدي إلى تفكك البلد، منوها إلى قوات التدخل السريع قوة كبيرة وليس كتيبة أو سرية.
في شهر ديسمبر الماضي تحولت الخلافات إلى توتر وباتت أكثر وضوحا بين الجيش وقوات الدخل السريع، وذلك بعد التوقيع على “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
حيث أعلن الجيش السوداني تأييده الكامل للاتفاق الإطارية، الذي ينص على دمج قوات الدعم السريع في الجيش، كما طالب الجيش بأن تكون هناك قيادة واحدة بعد الدمج بين القوتين.
كما طالب الجيش السوداني، أن تكون شركات قوات الدعم السريع تابعة لوزارة المالية والإجراءات الحكومية المعروفة، كما اشترط أيضا أن يكون هو من يحدد تحركات وانتشار القوات وفق عملية الدمج.
لكن قائد قوات التدخل السريع كان له رأى أخر، حيث أتهم حميدتي قيادات في الجيش بالتخطيط للبقاء في الحكم وبأنها لا تريد مغادرة السلطة، وأعلن تأييده لفكرة الدمج، ولكنه يشترط بأن يتم وفق جداول زمنية متفق عليها.
كما واشترطت قوات الدعم السريع بأن تتم المساواة بين ضباطها وضباط الجيش في الامتيازات، بالإضافة إلى أنها طالبت بالتزام القوات المسلحة بالدستور السوداني الذي سيتم إقراره.
وفي وقت سابق اليوم أعلنت وسائل إعلام سودانية اليوم سماع أصوات إطلاق نار كثيف في العاصمة الخرطوم، وبالتحديد في القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية وعلى تخوم القصر الرئاسي وسط الخرطوم.
وأوضحت وكالة الأنباء “رويترز”، أن قوات التدخل السريع سيطرة على القصر الرئاسي ومنزل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان والمطار، كما زعمت أيضا السيطرة على القاعدة العسكرية في مروي بالولاية الشمالية.
وإثر الاشتباكات التي شهدتها العاصمة الخرطوم بين قواته وقوات الدعم السريع، أصدر الجيش السوداني بيانا عاجلا أتهم فيه قوات الدعم بمهاجمة العديد من قواعده في الخرطوم ومناطق أخرى، بعيد إعلان تلك القوات مهاجمة الجيش لمعسكراتها.