بركان بوبو يحجب عين الشمس ويثير رعب البشر خوفا من ثورانه

استيقظ بركان مُدمر من غفوته بالمكسيك، بعد سنوات من الاستقرار، مهددًا حياة نحو 22 مليون نسمة بالمناطق القريبة من العاصمة مكسيكو سيتي، فما الذي أيقظ هذا البركان فجأة؟ وكم تقدر خطورته حاليًا؟ وماذا سيفعل ملايين البشر إذا واصل ثورانه وطرد ما به من حمم؟

بركان ضخم يسمى “بوبوكاتيبيتل” يعود إلى الاستيقاظ مرة أخرى، في دولة المكسيك بقارة أمريكا اللاتينية، وتقع فوهته على ارتفاع 5426 مترًا. ووفق جريدة “ديلي ستار” البريطانية، فإن البركان يقع على بعد 72 كيلو مترًا، جنوب شرق مكسيكو سيتي، قد شهد سلسلة من النشاطات الصغيرة خلال الأسبوع الماضي، تسبب بسقوط رماد من السماء واضطرار 11 قرية مجاورة إلى إغلاق مدارسها بصورة مؤقتة.

مقاطع فيديو رصدت مشاهد مذهلة ومخيفة تظهر عملية ثوران البركان “بوبوكاتيبيتل”الذي يعد أحد أكثر براكين المكسيك نشاطًا؛ مُسجلة عدد كبير من الثورانات المتوسطة، بحسب للمركز الوطني للوقاية من الكوارث بالمكسيك.
والبراكين عبارة هي تشققات تنشئ في قشرة الكوكب، كالكرة الأرضية، وتتجه عنها الحمم البركانية والرماد وانبعاثات الأبخرة والغازات أو ما تسمى غرف الصهارة في أعماق قشرة الأرض، وذلك عن طريق شقوق أو فوهات.

البركان الذي يُخشى هيجانه، كان يلفظ الأبخرة وكتل الصخور والرماد، بشكل متسق ومستقر إلى حد ما منذ 29 عامًا، بعد أن صار نشطًا مرة أخرى في العام 1994.

لكن تقول الصحيفة البريطانية: البركان إذا كان سينفجر بوضعه الحالي، فإن خطورته تكمن بأنه قريب بما يكفي من الضواحي الشرقية للعاصمة المكسيكية، مما قد يعرض حياة ملايين الأشخاص للخطر.

الثوران المحتمل لهذا البركان يهدد بتعطيل حركة الطيران ويشل المدينة وتغطيتها في سحب من الرماد.

الرماد في مدينتي بويبلا وأليكسكو، ما يزال هو مؤشر كبير لحدوث ثوران كبير للبركان الضخم والذي حال هيجانه سيأكل الأخضر واليابس، مما سيضطر نحو 22 مليون شخص إلى الفرار وترك مساكنهم وأراضيهم وحياتهم للفرار من الخطر الذي يتوقع أن يلاحقهم حال فوران البركان لصب حممه عليهم.

وكإجراءات احترازية، وضعت السلطات في المكسيك، قرب فوهة بركان “بوبوكاتيبيتل” ست كاميرات، إضافة لجهاز تصوير حراري واثنتى عشرة محطة لرصد الزلازل، والتي يتم استخدامها أيضًا لمراقبة وضع البركان طوال اليوم مع إعادة إرسال البيانات المرصودة إلى مركز القيادة في العاصمة مكسيكو سيتي.

وأكد المصري محمد البحيري، أنه يقيم منذ نحو 4 سنوات في العاصمة مكسيكو سيتي، لافتًا إلى أن ثوران بركان «بوبوكاتيبيتل» المفاجئ لم يحدث من قبل.

وأشار في تصريحات لصحيفة “الوطن” المصرية، أن البركان كان في حالة سكون لسنوات عدة ولم يشعر بخطره أحد لدرجة أنه أصبح أحد المعالم السياحية في المدينة.

وأكد أن ولاية تلاكسكالا المجاورة للبركان هي الأكثر تأثرا من العاصمة مكسيكو سيتي، ما دفع السلطات إلى التحرك سريعا من أجل إخلاء المنازل على الفور ونقل السكان إلى مناطق أكثر أمانا.

ومن جانبه قال المصري محمد فايد، والذي يقيم في ولاية موريلوس بالقرب من البركان، أن ثوران بوبو أثر على الحياة الطبيعية بمدن المكسيك، حيث غطى الرماد الكثيف كل شئ في المدن وتسبب في توقف تام للمدارس والقطارات والطائرات.

تجدر الإشارة إلى أن الثورانات البركانية الهائلة لها تأثيرات سلبية هائلة على المناخ؛ إذ تضخ البراكين ملايين أطنان الجسيمات والأدخنة الحاجبة للشمس بالغلاف الجوي، والتي يمكن أن تُبرد كوكبنا لما يقرب من خمس سنوات.

Exit mobile version