في الأونة الأخيرة تم استخدام بعض مواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة احتجاج في بعض الدول العربية، حيث قام الأمن العام الأردني بإيقاف استخدام موقع “تيك توك” فما القصة؟ وما سبب منع المنصة في الاردن؟
خلال الأيام الماضية تطورت الأحداث داخل بعض المناطق بالاردن، خاصة في الجنوب، د وذلك تعبيراً من المواطنين عن عدم رضاهم عن قرار الحكومة الأخير برفع أسعار الوقود للمرة الثامنة خلال هذا العام.
لكن سلمية هذه الاحتجاجات خرجت عن إطارها القانوني والدستوري، الأمر الذي دفع الأجهزة الأمنية للتدخل وفرض سيطرتها.
وتحولت مطالب نيابية في جلسة تشريعية لمجلس النواب الأردني إلى مطالب جماعية بتخفيض أسعار الوقود في الأردن من قبل أعضاء مجلس النواب، الأمر الذي دعا رئيس الحكومة الأردنية بشر الخصاونة للخروج عن صمته والتأكيد على أن الخزينة العامة للدولة لا تمتلك ترف دعم الوقود كما حصل في العام الماضي.
لأن الوقود كلف الدولة العام الماضي 550 مليون دينار أردني، وهذه السنة الدولة لا تمتلك هذا المبلغ لدعمه، لذلك ارتفعت أسعار الوقود بالتوافق مع الأسعار العالمية.
فيما عبر سائقو الشاحنات الكبيرة وأصحاب مركبات النقل العام وسيارات الأجرة، بكل سلمية عن احتجاجهم على قرار الحكومة برفع اسعار الوقود، من خلال إضرابهم عن العمل والاصطفاف على جوانب الطرقات.
لكن هذه الوقفات السلمية تغيرت في بعض الأماكن خاصة في جنوبي الأردن إلى إغلاق الشوارع الفرعية بالإطارات وقيام اعمال شغب.
وخلال الازمة استغل الكثير منصة ( تيك توك) وقاموا بنشر مقاطع فيديو لإضراب سائقي شاحنات النقل مع وضع أغانٍ تفاعلية وحماسية لأعمال الشغب وإغلاق الطرق.
الأمر الذي دفع وحدة الجرائم الإلكترونية في الأمن العام الأردني إلى أعلانها أن فرق الجرائم الإلكترونية تتابع ما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً فيما يتعلّق بخطاب الكراهية والحض على التخريب والاعتداء على أجهزة إنفاذ القانون والممتلكات وقطع الطرق.
كما أعلن الأمن العام الأردني، الجمعة، إيقاف منصة “تيك توك” عن العمل مؤقتا داخل البلاد “بعد إساءة استخدامها” خلال إضراب سائقي الشاحنات
وذكر البيان أن منصّة “تيك توك” لم تتعامل مع إساءة استخدام المنصة من قبل مستخدميها، سواء بتمجيد ونشر دعوات الفوضى فقط، بل وفي ترويج فيديوهات من خارج المملكة وتزويرها للتأثير على مشاعر المواطنين، وبالتالي فقد تم إيقاف خدماتها في المملكة مؤقتاً.
اما نقطة التحول الكبيرة في الوقفات الاحتجاجية، جاءت عندما اندلعت أعمال شغب في منطقة الحسينية بمحافظة معان، أدت إلى رحيل العقيد عبدالرزاق عبدالحافظ الدلابيح نائب مدير شرطة محافظة معان، بعد إصابته خلال الاحتجاجات.
ونعي مجلس الوزراء الأردني العقيد عبد الرزاق الدلابيح الذي طالته أيادٍ آثمة أثناء قيامه بواجبه الرسمي في منطقة الحسينية في محافظة معان، على حد وصف الناطق باسم الحكومة.
وطالب مجلس الأعيان بالضرب بيد من حديد على كل من يحاول إثارة الشغب والقيام بأعمال التخريب والاعتداء على سيادة القانون ويهدد أمن الوطن والمواطنين.
ويبدو أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت في مقدمة العوامل التي تراها الحكومة يجب تقييدها لاحتواء تلك الاحتجاجات . وبدا الأمر بحجب موقع تك توك .