يبدو أن مشهد الزلزال فى تركيا، بروفة صغرى ليوم القيامة حيث لا يبقى حجر على حجر، وتختفى المدن تحت الأرض، وآلاف الأرواح أسفل الأنقاض، بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر، ولكن هل تصل إلى 10 درجات؟
يعد الزلزال الذي ضرب تركيا فى الساعات الأخيرة، هو الحلقة الأحدث في سلسلة ممتدَّة من الزلازل التي ضربت البلاد على مدى 5 قرون، وأوقعت آلاف الضحايا.
وتقع تركيا ضمن منطقة جغرافية نشطة زلزالياً، إذ تحيط بها 3 صفائح تكتونية، وهي الصفيحتان العربية والإفريقية جنوباً، والصفيحة الأوراسية شمالاً.
وتنشط داخل حدود تركيا 3 خطوط زلزالية هي: صدع غرب الأناضول المتشعب والأكثر حركة ويمر بمناطق بحري إيجة ومرمرة، والثاني صدع شمال الأناضول بطول 1350 كيلومتراً ويمر بالمناطق المقابلة للبحر الأسود وصولاً إلى أسفل بحر مرمرة غرباً، وصدع شرق الأناضول بطول 530 كيلومتراً يبدأ بمدينة هاتاي وينتهي بمدينة موش.
وتتعرض تركيا كل 6 إلى 7 سنوات لزلازل قوية، وأسفرت هذه الزلازل عن كوارث إنسانية كانت لها تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية.
وحسب مجلة “تايم” الأمريكية فإن قوة الزلزال وضرره لا يتحددان فقط بدرجة هذا القياس، بل بعمق الزلزال، فكلما كان عمقه أقل في مركزه كانت قوته كبيرة، ولذلك فإن بيانات هيئة المسح الجيولوجية الأمريكية بشأن زلزال تركيا قرنت قياس حجمه بعمقه.
من 2.5 إلى أقل على مقياس ريختر قد لا يشعر به أحد. من 3 إلى 5 قد يسبب أضرارا متوسطة أو لا يسبب أضرارا على الإطلاق رغم الشعور به. من 6 إلى 8 قد يسبب أثارًا كبيرا كما في زلزالي تركيا حيث وصل الأول إلى 7.8 ريختر، والثاني 7.5 ريختر.
كلما ابتعد مركز الزلزال عن الأماكن التي شعرت به كلما قلت أضراره أو لا يحدث ضررا على الإطلاق إذا كان بعيدا جدا حتى لو تجاوز 7 على مقياس ريختر، كما في الزلزال الذي شعرت به في مصر في نفس توقيت زلزال كهرمان ماراش.
ولكن القيامة الصغرى تقوم، وتختفى المدن تحت الأرض، ولا يصبح مبنى واقفًا في مكانه، عندما تتجاوز قوة الزلزال من 8 إلى 10 على مقياس ريختر وهو أدق مقاييس الزلازل وسمي باسم مخترعه عام 1935، فأقصى رقم في هذا القياس هو 10، والمقصود بالقيامة الصغرى أنه يخفي مدنا كاملة تحت الأرض.
وأكد نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية الدكتور عبدالله المسند، عدم إمكانية وقوع زلزال بشدة 10 درجات على مقياس ريختر.
وقال “المسند”: من فضل الله ورحمته بعباده لا يمكن أن يحدث زلزال بقدرة 10 درجات لسبب بسيط أنه لا يوجد صدع بطول يمكن أن ينتج زلزالاً بهذا القدر والصخور لا تتحمل الحفاظ على الطاقة لدرجة أن تنتج زلزالاً بهذه القوة، بل تتكسر وتتهشم قبل ذلك.
ويوثق التاريخ أن زلزال “شينسي” في الصين عام 1556 يعد الأكبر من حيث الخسائر البشرية عبر التاريخ، إذ تشير التوقعات إلى أن قوته بلغت ثماني درجات على مقياس ريختر، وأنه خلف من الضحايا 830 ألف شخص، كما خلف الزلزال خسائر على مساحة قدرها 840 كيلومتراً مربعاً، في المنطقة الواقعة شمال غربي الصين، وأنهى حياة نحو 60 في المئة من سكانها بحسب التقديرات.