يبدو أن التداعيات السياسية جراء قرار أوبك + بقيادة السعودية والشركاء العشرة حول خفض حصص إنتاجها من النفط، أخذة فى الصعود، حيث بدأت الولايات المتحدة الأمريكية اتخاذ إجراءت ضد دول الخليج.. فماذا حدث؟
كشف موقع أمريكي، أن الولايات المتحدة ألغت اجتماعا مع مجموعة العمل في مجلس التعاون الخليجي حول منظومة الدفاع الصاروخي كرد على موقف الإمارات والسعودية في اجتماع أوبك بلاس الأخير.
وجهت الإدارة الأمريكية، عبر السفارة الأمريكية في الرياض، مؤكدة عدم مشاركتها في الاجتماع المقرر عقده في 17 أكتوبر الجاري، وجاء نصها : “تهدي سفارة الولايات المتحدة الأمريكية تحياتها إلى الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وتبلغ مجلس التعاون الخليجي بموجبه أن المسؤولين الأمريكيين لن يتمكنوا من المشاركة في الاجتماعات المخطط لها بين الولايات المتحدة وفريق مجلس التعاون الخليجي العامل المعني بالدفاع الجوي والصاروخي المتكامل”.
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، إنه سيتم إعادة جدولة اجتماع أمريكي سعودي رئيسي، متوقعاً “إعادة جدولة هذه المشاركات متعددة الأطراف متوسطة المستوى في وقت ما”.
وأضاف المتحدث أن “خطط سفر المسؤولين الأمريكيين يتم تعديلها بشكل روتيني لأننا نسعى لدفع أجندة السياسة الخارجية الأمريكية إلى الأمام”.
ولم يعلق مجلس التعاون بشأن ما ورد في التقرير، إلا أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بطرسبورج، لبحث مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، بحسب البيان الرسمى.
فيما أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أن التعاون العسكري بين الرياض وواشنطن “يخدم مصلحة البلدين ويساهم في استقرار المنطقة”.
مشددً على أن قرار منظمة أوبك بلس اقتصادي بحت وتم اتخاذه بإجماع الدول الأعضاء، وأن دول المنظمة تصرفت بمسؤولية واتخذت القرار المناسب، وأنها تسعى لاستقرار السوق وتحقيق مصالح المنتجين والمستهلكين.
وفي خطوة جدية موجهة ضد السعودية، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي سيعمل مع الكونجرس على “إعادة تقييم” العلاقات مع السعودية. مضيفاً: “نعتقد أن قرار منظمة أوبك بلاس يظهر أن السعودية متحالفة مع روسيا”.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن علاقات الولايات المتحدة مع السعودية ستواجه “عواقب” بعد إعلان مجموعة أوبك+ لمنتجي النفط في الأسبوع الماضي خفض الإنتاج رغم الاعتراضات الأمريكية.
وطالب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكى، باتخاذ المزيد من الإجراءات تجاه السعودية، ومنع أي مبيعات أسلحة لها في المستقبل.
كل هذه الخطوات ومازالت كرة الثلج والتوعد الأمريكي فى بدايته، وسط تأكيد سعودى أن النفط ما هو إلا مجرد سلعة، ولا يتم استخدامه فى أى مجال سياسى للتأثير على الولايات المتحدة الأمريكية.
واكن تحالف أوبك بلاس الذي يضم أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بقيادة السعودية والشركاء العشرة بقيادة روسيا الأسبوع الماضي خفض حصص إنتاجها من النفط، الأمر الذي اعتبر إخفاقا للإدارة الأمريكية التى طالبت بزيادة الإنتاج لإنقاذ حلفاؤها من أزمة الطاقة والتى تؤثر على دول عديدة.
تعدّ خطوة أوبك + إخفاقًا دبلوماسيًا لبايدن الذي كان يطالب بزيادة الإنتاج، كما أن هذا الإخفاق جاء فى وقت مؤثر مع اقتراب انتخابات التجديد النصفى للكونجرس الأمريكى في نوفمبر المقبل، والتي يُعاد فيها انتخاب أعضاء مجلس النواب جميعاً البالغ عددهم 435عضواً، مُقابل ثلث أعضاء مجلس الشيوخ، أي 35 مقعداً من أصل 100، ولا يحتاج الجمهوريون إلا إلى الفوز ب 6 مقاعد إضافية في مجلس النواب، وبمقعد واحد إضافي في مجلس الشيوخ، ليحظوا بالأغلبية الحزبية داخل الكونجرس، وبالتالى يخسر حزب الرئيس الأمريكى أغلبيته.. فهل تكون تلك الخطوة بداية خسائر الإدارة الأمريكية الحالية مع بلوغ شعبية الرئيس بايدن أدنى مستوياتها في الشارع الأمريكي؟ أو تعدل دول الخليج عن قرار اوبك + لتزيد الإنتاج؟