طائرة الرئيس الصيني “شي جين بينغ” تحط في موسكو، و الاذان تصغي السمع، وعيون الغرب و أمريكا شاخصة، و كابوس أمريكا قد يتحول إلى حقيقة، التنين الصيني في ضيافة الدب الروسي.
في زيارة خارجية هي الأولى له بعد إعادة انتخابه للمرة الثالثة رئيسا لبلاده وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو، فى زيارة تستمر 3 أيام، و منذ أن أعلنت بكين ان شي جين سوف يزور موسكو، انهال سيل من التحليلات الغربية عن سبب هذه الزيادة و أهدافها، وهل لتلك الزيارة علاقة بنهاية الحرب الروسية الاوكرانية .. أم يسعى الطرفان لوضع ملامح النظام العالمي الجديد الذي بالتأكيد لن يكون للغرب وأوروبا دور رئيسي فيه؟
وكعادة الصين التي تفعل أكثر مما تقول لم يتضمن بينها أي تفاصيل عن تلك الزيارة مع الاكتفاء بأن الزيارة التي تستغرق 3 أيام، تهدف لتعزيز التنسيق الاستراتيجي وزيارة التعاون المشترك بين البلدين، ولم يختلف بيان الكرملين كثيرا عن الصيني، موضحا أن الزيارة ستشهد توقيع اتفاقات عديدة، خاصة في مجال التعاون الاقتصادي، مع تأكيد إستراتيجية العلاقة بين بلديهما وأهمية تعاونهما من، وذلك لتحقيق ما وصفاه بإعادة التوازن إلى النظام العالمي.
أوضح عضو مجلس الأمن القومي الأميركي السابق تشارلز كابشن، إن بكين تحاول الصين أن تلعب دورا أكبر في مجال الدبلوماسية الدولية، وذلك بعد توسطها بين السعودية وإيران، بجانب تقديم مقترحا لوقف الحرب في أوكرانيا، خاصة أن بوتين رحب بخطة ضيفه لوقف الحرب في أوكرانيا
وأوضح كابشن أن الرئيس الصيني “شي”، يرغب في أن يبدو شخصا مؤثرا علي المستوي العالمي ، بصفته يدعو إلى تحقيق السلام والاستقرار
منوها إلى أن بكين تريد أن تدعم حليفتها موسكو من الناحية الاقتصادية، وذلك عن طريق شراء منتجات الطاقة الروسية، بالإضافة إلى زيادة التبادل التجاري، وهو الذي بدوره يدعم الاقتصاد الروسي.
وأوضح محللون أنه بعد مرور شهور طويلة على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ستلجأ روسيا إلى طلب الدعم من الصين لتعزيز اقتصادها المقيد العقوبات الغربية
تري أمريكا و الغرب بأن اي تحالف روسي صيني يتخطى حدود ما تم تسميته صداقة و شراكة بلا حدود سيكون بمثابة دق المسمار الأخير في نعش النظام العالمي الحالي، وتكون نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب يفكك تحالفات و يمهد لتكوين أخرى.
وفي نفس الوقت يرى الغرب، أنه كما زادت قوة العلاقة بين الصين و روسيا، يهدد الاستقرار و الأمن العالمي، حيث تعززت تلك العلاقات بعد العملية الروسية في أوكرانيا
وإن روسيا والصين تحاولان صياغة مفاهيم جديدة لتطور العالم المعاصر، بحيث يكون بدون عقوبات وحواجز أو قيود جمركية، لمواجهة الأخطار المشتركة نتيجة تردي العلاقات مع واشنطن.
وتطرح هذه الزيارة الكثير من التساؤلات أهمها هل نشهد نهاية للنظام العالمي الذي نعرفه اليوم و الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.