يبدو أن عاصفة الزلازل لا تتوقف، منذ زلزال الإثنين الأسود بتركيا، فبين زلزال وهزات أرضية في الفلبين والتي وصل عددها 123 هزة ارتدادية في ساعات قليلة، وآخر فى لبنان وثالث في ليبيا، وقبله فى رومانيا، ليخرج المتابع بنتيجة واحدة أن الفوالق الزلزالية في العالم أصبحت نشطة وأن العالم كله على شفا حفرة لتنقلب الأرض بما عليها.. فما موقف مصر وما مصير السد العالي من الزلازل؟
كشف رئيس المعهد القومي المصري للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، جاد القاضي، أن المناطق الزلزالية النشطة في مصر تشهد حركة غير محسوسة، وأن منطقة شرق البحر المتوسط تشهد زلازل بشكل يومي خلال تلك الفترة، لأنها بها مناطق نشطة بالزلازل.
وأكد أنه توجد في مصر بعض المناطق النشطة بالزلازل، مثل المنطقة التي حدثت بها الهزة الأرضية الأخيرة، ومنطقة جنوب غرب القاهرة التي حدث بها زلزال عام 1992، ومنطقة خليج السويس، وخليج العقبة، ومنطقة جزيرة شدون، والمنطقة الشمالية والمجاورة لجزيرة كريت، بالإضافة إلى وجود مناطق زلازل مستحدثة، نتيجة ضغط المياه المحيطة بخران أسوان والسد العالي، وتلك المنطقة قوة الزلازل بها ضعيفة.
وفي الاتجاه ذاته، كشف الدكتور شريف الهادي رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية عن أهم المناطق النشطة بالزلازل التي توجد بالقرب وداخل الدولة المصرية، مؤكدًا أن هناك عددًا من المناطق التي توجد داخل وخارج مصر في البحرين الأحمر والمتوسط التي تحدث بها بعض الزلازل وتكون نشطة بالزلازل ولكن لا تشكّل أي خطر على مصر، ولكن يشعر به المواطنون.
وأشار الهادي إلى أن هناك منطقة قوس زلزالي أسفل جزيرة كريت، وقوس آخر أسفل جزيرة قبرص، وتلك المناطق نشطة بالزلازل، ولكن لا تشكّل خطرًا على مصر؛ نظرًا لبُعد المسافة عن مصر، مشيرًا إلى أنه كلما بعُدت الزلازل عن مصر مسافة أكثر من 400 كليو متر جعل ذلك الشعور بالزلزال وحدوث الخطر أقل.
وأكد أن منطقة جنوب البحر الأحمر أيضا بها نشاط زلزالي، وجاء ذلك نتيجة تكون البحر الأحمر منذ ملايين السنين، مشددا على أن تلك المناطق تقع بالتحديد بالقرب من جزيرة عدن ودولتي السودان وإثيوبيا.
وأضاف الهادي أن هناك أيضًا منطقة نشطة بالزلازل شمال البحر الأحمر بالتحديد بجانب خليج العقبة في جزيرة شدوان، مؤكدًا أن قوة الزلازل التي تحدث في تلك المنطقة تكون متوسطة بنسبة لا تتعدى 5 من مقياس ريختر.
وأوضح أن جميع الهزات التي تحدث في تلك المناطق تكون بعيدة نسبيًّا عن المواطنين، قائلًا: تلك الهزات يشعر بها المواطنون ولكن لا تشكل أي خطر على البنية التحتية.
وفيما يخص الزلازل التي تحدث داخل الأراضي المصرية أكد رئيس قسم الزلازل أن هناك بعض المناطق النشطة بالزلازل التي تحدث بشكل يومي ولكن لا يشعر بها أحد، مشيرًا إلى أن تلك الهزات ضعيفة جدًّا ولا تشكّل أي خطر على المواطنين.
وتابع الهادي: توجد في مصر بعض المناطق النشطة بالزلازل، وهي منطقة شرق القاهرة التي حدثت بها الهزة الأرضية الأخيرة، ومنطقة جنوب غرب القاهرة التي حدث بها زلزال عام 1992، مؤكدًا أن منطقة جنوب غرب القاهرة لم يحدث بها زلزال قبل زلزال 1992 إلا قبل 150 سنة من حدوث زلزال 92.
وأضاف أن منطقة أسوان يوجد بها بعض الهزات الأرضية نتيجة حفر بحيرة ناصر، وحدوث انزلاق بالفوالق الأرضية، متابعًا: منطقة السد العالي أيضًا حدث بها زلزال عام 1881 ولكن بقوة 5 من مقياس ريختر ولم يشكّل أي خطر.
وشدد على أن السد العالي في مصر تم بناؤه بطريقة لكي تتحمل زلزلا بقوة كبيرة تصل إلى 7 من مقياس ريختر، قائلا: بناء السد العالي بطريقة تتحمل أي زلزال مع أن المنطقة غير نشطة ولا يحدث بها أي هزات إلا بشكل ضعيف؛ نتيجة ضغط المياه المحيطة بخزان أسوان والسد العالي.