72 ساعة مرَّت على الفضيحة الرسمية الأوكرانية التي تلت استهداف بولندا، فيما قررت وراسو الدفع بكتائبها النسائية إلى أوكرانيا.
لم يكن يتخيل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن خطته ستنقلب عليه، بعد أن أضرم فتيل أزمة كان من الممكن له أن يتفاداها ولا يضع بلاده في أزمة جديدة تضاف إلى رصيد مؤلم من الأزمات التي تلاحقها كارقة تلو أخرى. خصوصا وأن مزاعم الاستهداف الروسي لبولندا التي روجها الرئيس الأوكراني مرتكزا فيها إلى «مقذوفات مجهولة النسب»، تبين لاحقا أنها ليست روسية وإنما هي مقذوفات روسية حاول الحلفاء الحفاظ على ماء وجه زيلينسكي مدعين إن المقذوفات أوكرانية «لكن روسيا سبب ذلك الارتباك».
«متعمد أم مقصود» لن يجدي أحد التوصيفين نفعا، أمام فعلة زيلينسكي، فاستهداف بولندا على أمل جر الناتو إلى حلبة الصراع لم يكن تصرفا موفقا بل ربما يكشف أسرارا بين الحلفاء ليس مرغوبا في نشرها على الملأ.
لم يكتف حلف الناتو والدول الفاعلة فيه بالتقارير الاستخباراتية حول حادث بولندا، وإنما قررت ألمانيا أن تمد يد العون إلى بولندا، للمساعدة في مراقبة مجالها الجوي؛ لمنع تكرار مثل تلك الحوادث التي راح ضحيتها شخصين في بولندا، فيما يشير الخبراء إلى أن أي تطورات غير محسوبة العواقب في الأزمة الروسية الأوكرانية ربما تقود الوضع إلى مزيد من التعقيد.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، كريستيان ثيلز، قال: إننا ضمن الاستجابة الفورية للحادث، تعرض ألمانيا المساعدة عن طريق طائرات يورو فايتر، لتكون بمثابة خطوة تعزز مراقبة بولندا لمجالها الجوي، إلى جانب دوريات جوية وحال رغبت وارسو في الأمر، فإن برلين بوسعها أن تهب للمساعدة، بدءا من يوم الخميس، في إشارة إلى جاهزية ألمانيا لتقديم العون بشكل فوري,
شهدت الأزمة مستجدات مثيرة، على صعيد دفع بولندا بكتائب نسائية إلى أوكرانيا للقتال في صفوف كييف، فيما تعتزم وارسو استغلال الوضع الراهن لضم مناطق أوكرانية متاخمة لحدودها وتعتبرها أراضي بولندية، الأمر الذي تحذر منه روسيا التي ترى أن بولندا ربما تحاول اللعب على وتر الأزمة بينما يظن الأوكرانيون أنه ستدعم صفوفهم.
الكرملين أصدر في تلك الأثناء تعليقا على الأوضاع الأوكرانية الراهنة وقال، إن معاناة المدنيين في أوكرانيا نتيجة لرفض كييف التفاوض. يأتي ذلك بالتوازي مع إصرار الجانب الأوكراني على رفع سقف مطالبه بالمخالفة لواقع تفرضه مقارنة القدرات العسكرية بين كييف وموسكو.
روسيا قالت في إفادة لاحقة، إن تحرير الصادرات الروسية من الحبوب والأسمدة أمر ضروري ورأت أن لا روسيا يريد استخدام القوة النووية. وسط مخاوف غربية ن دخول المواجهة إلى آتون صراع نووي شامل، وترى موسكو أيضا، أن الولايات المتحدة الأمريكية ،،قادرة على أخذ المطالب الروسية بعين الاعتبار.
«أهداف العملية العسكرية بأوكرانيا ستتحقق عسكريا أو بالمفاوضات، التي يمكن للإدارة الأمريكية إن أرادت أن تدفع كييف إلى الدخول فيها». بذلك البيان الروسي الصادر عن الكرملين تحسم روسيا شروط إنهاء المواجهة التي أذاقت الشعب الأوكراني الأمرين وجرَّعت أوروبا برمتها مرارة أزمة الطاقة التي أربكت حسابات قادة الدول في أنحاء القارة العجوز كافة.