تسبب إضراب عمال النظافة لأكثر من أسبوع في تراكم أكوام النفايات في شوارع العاصمة الفرنسية باريس، فماذا لوكنت سائح جالساً في شرفة مطعم باريسي، مستمتعاً بقدوم الأجواء الربيعية الممطرة في مدينة الموضة والنور ولكن أمامك كومة كبيرة من القمامة المتراكمة العفنة؟! فما سبب إضراب عمال النظافة وكيف تحولت شوارع باريس لمسرح للجرذان.
أعلنت النقابات المهنية في فرنسا، اليوم الأربعاء، عن تمديد الإضرابات في جميع القطاعات، بحسب موقع “روسيا اليوم” الإخبارى.
حيث تشهد قطاعات النقل والطاقة والتعليم إضرابات جزئية، وأعلن عمال النظافة مواصلة إضرابهم لأسبوع إضافي وسط مطالبة من وزير الداخلية رئيسة بلدية باريس القيام بالاستدعاء الإجباري للعمال
بعدما أصبحت شوارع العاصمة الفرنسية مصدر للقبح والروائح النتنة لتنقلب الصورة المشرقة لعاصمة الفن والنور والعطور ، وذلك بعد إضراب عمال النظافة منذ السادس من مارس الجاري، احتجاجاً على مشروع تعديل قانون التقاعد الذي أصدرته حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون.
وصدق عليه مجلس الشيوخ الفرنسي الأحد الماضي، رغم خروج مظاهرات نقابية بالعاصمة باريس و العديد من المدن الفرنسية منذ 19 يناير الماضي، احتجاجاً على مشروع قانون لتعديل نظام التقاعد.
ونص مشروع القانون على رفع سن التقاعد القانوني تدريجياً من 62 إلى 64 عاماً بواقع 3 أشهر كل عام بدءاً من سبتمبر 2023 وحتى 2030.
كما نص القانون على زيادة مدة الاشتراكات المطلوبة في الضمان الاجتماعي من 42 إلى 43 عاماً، كي يحصل المتقاعد على معاشه التقاعدي كامل.
وتعول الحكومة الفرنسية على تعديل هذا القانون لضمان تدفق تمويلات نقدية لنظام الضمان الاجتماعي الذي يشكل ركيزة مهمة في النظام الاجتماعي الفرنسي.
الغريب ان القمامة الملقاة في الشوارع تحولت لمسرح ترتع فيه الجرذان والحشرات للبحث عن الطعام، بحسب موقع بوليتيكو، والذي يؤكد ان مقابل كل إنسان يعيش في باريس يوجد جرذين، مما يجعلها من أكثر المدن التي تمثل خطر علي الصحة العامة في العالم.
ونشر موقع بوليتيكو البيان الذي أصدرته أكاديمية الطب الفرنسية عام 2022، محذرة فيه من المخاطر الصحية التي تشكلها الجرذان على الإنسان
فيما اكد المتخصص في شؤون الصحة العامة، رومان لاسور، لصحيفة لو باريزيان “الإضراب يحدث تغيير كبير في سلوك الجرذان الذين ينقبون في صناديق القمامة، ويتكاثرون هناك ويتركون فضلاتهم، ولافت لوجود مخاطر صحية مقلقة على جامعي النفايات وعامة السكان في باريس.
وذلك وسط معاناة السكان والسياح الذين يجلسون في المطاعم والمقاهي في قلب باريس وأمامهم “تلال” من أكياس القمامة يزيد ارتفاعها كل يوم .
ويقول إيمانويل غريغوار، المسؤول في مجلس بلدية باريس، إن الوضع صعب لكن السلطة المحلية تعطي الأولوية للتدخل من أجل الصحة العامة، وذلك بالتركيز على تنظيف أسواق المواد الغذائية.
ووفقا لبلدية باريس، حتى يوم الثلاثاء (14 مارس) كان هناك نحو 7000 طن من القمامة ملقاة في شوارع باريس وحدها ، دون أن يتم جمعها وإزالتها.. فمتى ستعود شوارع باريس لأناقاتها وعطورها؟