ها هي المياة تعود لمجاريها، و تاتي الرياح بما تشتهيه سفينة العلاقات المصرية التركية، فبعد اول مصافحة بين أردوغان والسيسي على هامش افتتاح نهائيات كأس العالم في قطر، العلاقات التركية المصرية تأخذ شكل جديد، فما الذي سوف يعود على البلدين من تحسن العلاقات، وكيف سيكون لذاك التحسن تأثير في قضية سد النهضة، و ما هو عربون المحبة الذي يقدمة أردوغان إلى السيسي، كل هذا سوف نعرفة في التالي:
بدأت العلاقات التركية المصرية تاخذ شكل جديد، فقد أعلن سامح شكري وزير. الخارجية المصري، خلال اجتماعه نظيره التركي مولود أوغلو، في في العاصمة التركية أنقرة، سوف يتم التحضير لعقد قمة ثنائية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضاف “شكري”، أنه تم مناقشة العديد من القضايا وفي مقدمتها، تذليل أي ما قد يحد من تطور العلاقات الثنائية والارتقاء بها، وتنمية المؤسسات بين البلدين والجهود المبذولة، بالإضافة إلى تعظيم الاستفادة من هذه العلاقة، وتوسيع رقعتها سواء كان اقتصاديا أو ثقافيا أو سياسيا.
أوضح “شكري”، أن وزير الخارجية التركية أبدى استعداده للمساهم حل قضية سد النهضة، وذلك من خلال تشجيع أديس أبابا على التوصل لاتفاق قانوني ملزم في أزمة سد النهضة.
من جانبه قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن ملف المياه موضع نزاع في جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أن بلاده يمكنها التدخل لو كان هناك احتياج للوساطة التركية لحل قضية السد.
وأضاف أوغلو، خلال تصريحات تلفزيونية، إن تركيا تعلم أن هناك مشكلة بين مصر وأثيوبيا بشأن ملف المياه، معلقا: “نحن مستعدون ولدينا خبرة في هذا يمكننا مشاركتها مع أشقائنا في حال طلبها”، منوها الي أن بلاده سوف تبذل قصارى جهدها حتى لا تنقطع العلاقات بين البلدين مر أخري.
والسؤال هنا، لماذا تريد تركيا تحسين علاقتها مع مصر، في هذا الصدد قال مدير برنامج الأبحاث التركية معهد واشنطن، سونر كاجابتاي، إن أنقرة مهتم للغاية بإصلاح العلاقات مع العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط، و علي رأسهم السعودية ومصر والإمارات وإسرائيل.
وأوضح “كاجابتاي”، أن الرئيس التركي يحاول جاهدا إنعاش الاقتصاد في بلاده، ما دفعه للتقرب في الفترة الأخيرة مع السعودية والإمارات، وتبادلت وفود البلدان الثلاثة الزيارات.
وتابع مدير برنامج الأبحاث التركية بمعهد واشنطن، أنه بالنسبة إلى تحسين العلاقات مع مصر، فإن تركيا تسعى جاهدة لخلق حليف لها في منطقة شرق المتوسط، خاصة بعد توقيع مذكرات تفاهم مع ليبيا بخصوص التنقيب في المياه الإقليمية.
منوها الي أن أنقرة، تسعى بكل الطرق لتحسين موقفها في منطقة شرق المتوسط، خاصة بعد توقيع القاهرة وأثينا اتفاقات بين البلدين بخصوص التنقيب عن الغاز في منطقة المتوسط.
فهل ستعود العلاقات التركية المصرية إلى سابق عهدها، وهل سيكون للدور التركي تأثير كبيرة في حل أزمة سد النهضة، هذا ما سوف تكشفه الأيام القادمة.