تصريحات خطيرة من رئيس الحكومة الإثيوبية بشأن الوقائع العسكرية في السودان

تصريحات خطيرة من رئيس الحكومة الإثيوبية بشأن الوقائع العسكرية في السودان.. تصريحات في ظاهرها تحمل الأمل والدعوة إلى السلام وفي باطنها دعوة إلى تحييد الجيش السوادني وحرمانه من أهم أدواته في تحقيق النصر على عناصر الدعم السريع.. كيف استغل آبى أحمد المؤتمر الدولي لتحقيق السلام في السودان لصالح الجنجويد؟ وما هو موقف مصر من خطة حصان طروادة التي تتبعها أديس أبابا؟

يبدو أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، يلعب على طريقته الخاصة ويحرك الأحداث في القارة السمراء وفق منهجه، لاسيما في الأزمة السودانية، والمواجهة العسكرية بين الجيش السوادني، وعناصر الدعم السريع، فلا يخفى على جميع المراقبين لما يحدث في السودان العلاقة الوثيقة بين آبى أحمد وحليفه قائد قوات الدعم السريع الجنرال دقلو.

ويبدو أن آبى أحمد اعتمد خطة حصان طروادة في الأسطورة اليونانية الشهيرة، ليكون العامل المؤثر في مفاوضات السلام التي ترعاها بعض الاتحاد الإفريقي.

حيث استضاف رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اجتماع رؤساء دول وحكومات اللجنة الرباعية التابعة للهيئة الحكومية للتنمية شرقي إفريقيا “إيجاد”، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بهدف بحث سبل حل الأزمة السودانية.

وعلى الرغم من تمسك الخارجية السودانية، برفض ترؤس كينيا لجلسات “إيجاد” بسبب عدم حياد الرئيس الكيني في الأزمة، لم تلتفت الآلية الرباعية في منظمة إيجاد، لرفض الخارجية السودانية، وأعلنت آسفها لغياب وفد الحكومة السودانية عن حضور اجتماعها، الذي أقيم في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لحل الأزمة السودانية.

ولكن الأخطر لم يأتي بعد، في المؤتمر المزمع لعقد السلام، حيث استغل رئيس الوزراء الإثيوبي اللحظة المناسبة لينفذ مناوراته وخطته التي شارك في اجتماع السلام من أجلها، حيث استغل كلمته خلال القمة التي لم يشارك فيها الجيش السوادني ليقوم بمناورة حصانة طروادة ويخرج أهدافه الحقيقية لضرب الجيش السوداني ووضع أهدافه لمساندة الدعم السريع على لسان القمة والقادة الأفارقة.

حيث دعا رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، إلى إجراءات فورية في السودان تشمل فرض منطقة حظر طيران ونزع المدفعية الثقيلة، مؤكدًا أن السودان يعاني فراغا في القيادة، مشددا على ضرورة عدم الوقوف مكتوفي الأيدي لأن العواقب وخيمة عليه وعلى المنطقة.

ويرى مراقبون أنه على الرغم من أن دعوة آبى أحمد في ظاهرها هي دعوة للسلام، إلا أنها في الأصل دعوة إلى تحييد الجيش السوادني، وجعل يد الغلبة إلى عناصر الدعم السريع، حيث أن الجيش السوداني هو فقط من يمتلك الطائرات العسكرية، والمدفعية الثقيلة، وكانت يده الطولى في المواجهات العسكرية، ونجح في استغلالهما في إيقاف تقدم عناصر الدعم السريع على محاور عدة على الرغم من الدعم اللا محدود من بعض القوى صاحبة المصالح، والراغبة في إسقاط الجيش السوداني.

وكشف المراقبون خطة أديس أبابا المقبلة لحصار الجيش السوادني عن طريق دفع دول الاتحاد الإفريقي من خلال تكتل دولي لحرمان الجيش السوداني من أقوى معداته العسكرية وفرض حظر للطيران، وبالتالى ستكون الساحة خالية لعناصر الدعم السريع من أجل إسقاط الجيش السوداني والسيطرة على العاصمة السودانية الخرطوم، لتتحقق مصالحهم الخاصة في السودان، والتي تعد واحدة من أغنى دول العالم من حيث احتياطيات الذهب، بالإضافة إلى الأطماع السياسية وتقسيم السودان.
حيث كان الجيش السوادني طرد الإثيوبيين من أقليم الفشقة وعدد من الأقاليم الحدودية التي وضعت إثيوبيا يدها عليها في بعض فترات الضعف خلال السنوات الماضية، وبالتالى فإن سقوط الجيش السوادني هو مصلحة ضخمة لأديس أبابا.

وبسبب الشكوك المشروعة من تدخل إثيوبي أو دولي لإضعاف الجيش السوداني، تدخلت مصر لأول مرة في الأزمة بشكل مباشر، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، المستشار أحمد فهمي، استضافة مصر في 13 يوليو الجاري مؤتمر قمة دول جوار السودان، من أجل التوصل إلى حل لإنقاذ السودان من التورط أعمق من ذلك في المياه العميقة التي يبدو أنه لا نجاة منها..فهل تنجح خطة حصان طروادة؟ أم تنجح مصر في مد يد حبل النجاة؟

Exit mobile version