يعيش العالم فترة عصيبة تتوالى فيها الهزات الأرضية منذ زلزال شرق المتوسط الذي ضرب تركيا وسوريا وخلّف آلاف الضحايا والمصابين.
فضلًا عن التنبؤات المثيرة التي يطلقها خبير الزلازل الهولندي فرانك هوجربيتس وبعض المختصين الآخرين بشأن زلازل قادمة قد تكون أكثر قوّة.
إذا.. لماذا تحدث الزلازل؟ وما موقع مصر من أحزمة الزلازل؟ وما هي أكثر الأماكن المعرّضة للهزات الأرضية في مصر؟ كل هذا وأكثر سنتعرّف عليه الآن في التقرير التالي:
تحدث الزلازل بسبب حركة الصفائح التكتونية، حيث إن هذه الصفائح عبارة عن أقسام من قشرة الأرض، وعندما تتحرك حواف الصفائح وتحتك ببعضها البعض، يتم إطلاق الطاقة على شكل موجات زلزالية.
وَ يمكن أن تحدث الزلازل في أي مكان على الأرض، لكنها أكثر شيوعًا في مناطق معينة حيث يكون النشاط التكتوني قويًّا.
وتسبب الزلازل العديد من الأضرار المادية والخسائر البشرية، حيث يمكن أن تسبب دمارًا هائلًا في فترة زمنية قصيرة جدًا، بما في ذلك تدمير المباني والبنية التحتية.
ويمكن أن تتسبب في حدوث موجات مدمرة من موجات المد، والانهيارات الأرضية، والانهيارات الجليدية التي يمكن أن تسبب المزيد من الأضرار والخسائر.
كما أن آثار الزلازل لا تتوقف عند دولة معيّنة أو منطقة بعينها، بل تمتد لتشمل عدة بلاد في الوقت ذاته، مثل ما حدث في الهزات القوية التي ضربت تركيا وطالت سوريا وشعرت بها مجموعة أخرى من الدول على رأسها مصر.
إلى ذلك، كشف المعهد القومي للبحوث الفلكية، أن مصر تقع بشكل عام خارج أحزمة الزلازل، إلا أنها معرّضة من وقت لآخر لبعض الزلازل متوسطة القوة.
وأوضح المعهد أن الزلازل التي يقع مركزها في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، هي التي يكون لها تأثيرًا كبيرًا على مصر، مؤكّدًا أن تلك المناطق من أكثر المناطق الزلزالية نشاطًا؛ حيث يحدث النشاط الزلزالي فيها بالتكرارية المتزايدة.
وتعدّ منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط من أكثر المناطق نشاطًا، ويصل مستوى النشاط الزلزالي بها إلى المتوسط وفوق المتوسط، وتؤثر مباشرة في مصر على مدن الساحل الشمالي والإسكندرية ورشيد ودمياط.
ويصل تأثير الهزات الصادرة من هناك إلى أجزاء من الدلتا ونهر النيل، مثل زلزال عام 1955 الذي كان بقوة 6.8 ريختر، وشعر به سكان مصر كلها وأحدث دمارًا محدودًا في مدن الإسكندرية والبحيرة وبعض مناطق الدلتا.
وكذلك منطقة أخدود البحر الأحمر وخليج السويس والعقبة، ويصل مستوى النشاط الزلزالي بها إلى المتوسط وفوق المتوسط، ويتسم بتكرارية عالية.
وتؤثر الزلازل في هذه المنطقة على محافظات القناة والبحر الأحمر والمناطق المحيطة بالخليج، بالإضافة إلى القاهرة والدلتا أيضًا.
مثل زلزال عام 1995 الذي كان بقوة 7.2 ريختر، بخليج العقبة، وهزّ الأردن ومصر وفلسطين والسعودية، وتسبب في تدمير جزئي في بعض أرصفة ميناء نويبع، وأحدث شروخًا في بعض المباني والطرق، كما أحدث شروخًا في المناطق الجبلية المحيطة.
أيضًا منطقة دهشور الواقعة في جنوب غرب القاهرة، يحدث بها من وقت لآخر نشاط زلزالي متوسط، وتشمل منطقة الفيوم وبحيرة قارون.
مثل زلزال عام 1992 الشهير، الذي كان بقوة 5.8 ريختر، وشعر به سكان مصر بالكامل وخلّف عشرات الضحايا ومئات المصابين.
بالإضافة إلى منطقة «الخانكة» الواقعة شمال شرق القاهرة، التي يحدث بها نشاط زلزالي متوسط ودون المتوسط، وتشمل منطقة الخانكة وأبو زعبل.
وفي عام 1999 شهدت تلك المنطقة زلزالًا بقوة 4.8 ريختر شعر به سكان القاهرة والدلتا ومدن القناة، لكنّه لم يخلّف خسائر.
وبالنسبة لمحافظات الصعيد الواقعة جنوبي مصر، فهي الأكثر حظًا؛ ولكنها ليست بعيدة كل البعد عن الخطر، وتتأثر بمجموعة من بؤر الزلازل المتفرقة على امتداد وادي النيل جنوبًا.
مثل زلزال 1981 بمنطقة كلابشة الذي كان بقوة 5.6 ريختر وشعر به سكان مصر في المنطقة الجنوبية من أسيوط وحتى أسوان، ونتج عنه شقوق كبيرة في صخور الضفة الغربية لبحيرة ناصر وانزلاقات في أرضية صخور الضفة الشرقية للبحيرة.