تغيرات المناخ تهدد دول العالم وأكبر جبل جليدي يبدأ في الذوبان السريع

الخطر الحقيقي الذي يواجه البشرية في الوقت الحالي هو التغير المناخي، الأنهار تجف في أوروبا والجليد ينهار في القارة الجنوبية. الجبل الجليدي الأكبر في الكوكب يبدأ في الذوبان السريع، ودرب صخري يظهر بين نهرين جليديين في جبال الألب بسويسرا، مستقبل البشرية أصبح في خطر. ما اخر تطورات الوضع المناخي وذوبان الجليد في القطب الجنوبي؟ هذا ما سنعرضه لكم في تقريرنا التالي، تابعونا.

ارتفاع درجات الحرارة في أسخن صيف مسجل تشهده أوروبا هذا العام أدى لظهور درب صخري بين نهرين جليديين في جبال الألب بسويسرا، فيما قال منتجع تزلج محلي إن ذلك يحدث للمرة الأولى منذ ألفي عام على الأقل.

منتجع (جلاسير3000) في غرب سويسرا، أكد في سبتمبر الجاري إن ذوبان الجليد هذا العام كان نحو ثلاثة أمثال متوسط عشر سنوات، وهو ما يعني أن الصخور العارية يمكن رؤيتها الآن بين النهرين الجليديين سيكس روج وتسانفلورون على ارتفاع 2800 متر وأن الدرب سيكون مكشوفاً بالكامل بحلول نهاية الشهر الجاري.

ماورو فيشر، عالم الأنهار الجليدية في معهد الجغرافيا بجامعة برن قال في تصريحات صحفية “منذ عشر سنوات قست (ما ارتفاعه) 15 متراً من الجليد هنا، وكل هذا الجليد ذاب منذ ذلك الوقت”.

كما أشار إلى السرعة التي ذاب بها الجليد “ما رأيناه هذا العام استثنائي بالفعل وهو في الحقيقة يتجاوز أي شيء قسناه من قبل”.

منذ الشتاء الماضي الذي سقطت خلاله ثلوج قليلة نسبياً، اكتوت جبال الألب بموجتي حر كبيرتين في أوائل الصيف. وتُظهر البيانات أن الأنهار الجليدية في جبال الألب في طريقها الآن لأكبر خسارة في كتلها في 60 عاماً على الأقل.

ما الذي يحدث في القارة الجنوبية؟

كما أعلن باحثون في سياق متصل مطلع سبتمبر الجاري أن نهراً جليدياً ضخماً في القارة القطبية الجنوبية معرض لخطر الذوبان بمعدل أسرع مما كان متوقعاً في السابق، مهدِّداً كوكب الأرض بما سمّوه بـ”يوم قيامة وشيك”.

وفي دراسة نُشرت بمجلة Nature Geoscience، قال الباحثون إن جبل ثوايتس الجليدي، الذي يشار إليه كثيراً باسم “جبل القيامة الجليدي”، ذاب بمعدل 1.3 ميل في السنة، على مدى 6 أشهر تقريباً، في الـ200 عام الماضية. بمعنى أنه بات يذوب بوتيرة أسرع بمرتين من المعدل الموثق سابقاً لسرعة ذوبانه بين عامي 2011 و2019.

نتائج الدراسة تؤكد حدوث لحظات من فوران التراجع السريع لكتلة الجبل الجليدي في القرنين الماضيين، وخاصة مؤخراً منذ منتصف القرن العشرين.

روبرت لارتر، الخبير الجيولوجي والمؤلف المشارك في الدراسة أوضح أن انحسار الجبل الجليدي هو علامة رهيبة ومقلقة للمستقبل والحياة على كوكب الأرض، حيث تستمر درجات الحرارة في الارتفاع حول الكوكب، ما يُسهم بدوره في ارتفاع معدلات منسوب البحر.

وأكد المؤلفون في البحث على أن “جبل ثويتس يتمسك اليوم بأظافره في الحياة، ويجب أن نتوقع رؤية تغييرات كبيرة على نطاقات زمنية متقاربة في المستقبل- حتى من عام إلى آخر- بمجرد أن يتراجع الجبل الجليدي عن حجمه الحالي”.

ولكن ما هو جبل القيامة الجليدي ولماذا سمي بذلك الاسم؟

جبل ثويتس الجليدي هو كتلة ضخمة من الجليد، بنفس حجم ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة أو بحجم المملكة المتحدة بأكملها. وهو يذوب ببطء في المحيط قبالة غرب قطب الأنتاركتيكا.

وقال باحثون في الجيولوجيا إن الجبل الجليدي حصل على لقبه المشؤوم بسبب الآثار “المخيفة” التي قد تنتج عن ذوبانه بالكامل، والتي يمكن أن ترفع مستويات البحار العالمية ما بين 3 و10 أقدام، أي من 0.9 إلى 3 أمتار كاملة تقريباً.

وبسبب تغير المناخ، تتراجع الكتلة المجمدة الهائلة للجبل الجليدي بشكل أسرع مرتين مما كانت عليه قبل 30 عاماً مثلاً، وبات يفقد حوالي 50 مليار طن من الجليد سنوياً، وفقاً لمنظمة Thwaites Glacier Collaboration الدولية التي تتابع تغيرات الجبل العملاق.

ويمتد نهر ثويتس الجليدي تحت سطح المحيط، ويثبت في موقعه بواسطة نقاط جبلية تمتد في قاع البحر تعمل على إبطاء انزلاق النهر الجليدي في الماء.

Exit mobile version