«لن نسمح بأن يرفع جندي يده طالبا الاستسلام في مواجهة مع الخصوم» بذلك حُسِم الاجتماع السري بين القيصر ورؤساء الهيئات الدفاعية.
عشرة أشهر كاملة على بدء المواجهة بين روسيا وأوكرانيا، تلك المواجهة التي يجمع الخبراء على أنها ما كان لها أن تحدث حال أعملت أطراف إدارة النزاع صوت العقل وجنَّبت العالم تداعيات اقتصادية غير مرغوبة.
مع الأيام الأولى للنزاع أفصحت الولايات المتحدة الأمريكية عن رغبتها في عدم اتساع نطاق الصراع في أول تبرير من الساسة الأمريكيين لموقف واشنطن التي تحفظت على فرض منطقة حظر جوي في سماء أوكرانيا.
لعب حلف شمال الأطلسي «الناتو» الدور المحوري في إزكاء النزاع حيث كان شرط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يطلب سوى إفراغ التواجد العسكري لأية قوات أجنبية على أراضي دول الجوار وكان يقصد بذلك أوكرانيا واتفاقها الذي أبرمته لتمديد بقاء قوات حلف الناتو على أراضيها.
رجَّح الرئيس الروسي في بداية المواجهة أنها ستكون محسومة النتائج لصالح موسكو في سياق التفوق العسكري النوعي والعددي للجيش الروسي ولا زالت موسكو، حتى الآن تطلق على نزاعها «عملية عسكرية».
دخل الدعم الأمريكي والغربي على خط المواجهة بين روسيا وأوكرانيا وقررت واشنطن تقديم الدعم إلى كييف بآليات عسكرية مختلفة الأنواع مع تدريب أفراد الجيش الروسي على التعامل مع تلك الآليات.
أربك الدعم الغربي المقدم إلى كييف موازين القوة في مواجهة روسيا، وبدأ الجيش الأوكراني يحاول استهداف العمق الروسي بعمليات كان من بينها استهداف جسر القرم.. وبدأت تقارير روسية تتحدث عن استسلام عناصر من الجيش الروسي في مواجهات على خطوط النزاع.
أيقنت روسيا أنها بصدد إظهار مزيد من القوة وأعلنت مؤخرا استدعاء مائة وخمسين ألف من جنودها الاحتياطيين وبدأ الرئيس بوتين يعقد اجتماعات متتالية مع كبار القادة العسكريين.
«تم رفع جاهزية القوات النوعية الروسية بأكثر من تسعين في المائة» بذلك القرار أعلن الرئيس الروسي موقفه المرتقب حيال تطور النزاع الروسي الأوكراني.
الرئيس الروسي يقر بأن ما يحدث في المواجهة التي طال أمدها مأساة بين بلاده وأوكرانيا وأن من يتحمل مسؤوليتها «طرف ثالث» لم يسمه بوتين، وذلك في إشارة منه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو.
يرى بوتين أيضا أن الأوكرانيين وقعوا في عملية غسيل أدمغة وتشبعوا بأيدلوجية ألمانية قديمة سيطرت على عقولهم وتفكيرهم، لكنه يشدد في ذات التوقيت على تمام استعداد قواته لأي سيناريو قادم على مستوى تطور المواجهة.
حتى الآن يقف حرص الأطراف الدولية الداعمة لأوكرانيا على منع فرض الحظر الجوي في سمائها حائلا دون اتساع أمد المواجهة لكن أوكرانيا تلقى من ذات الأطراف دعما متواصلا يتصدره الدعم الأمريكي الذي تحصل عليه كييف.
برغم مواجهة يطول أمدها ودعم متواصل لطرفيها لا زالت شعوب العالم تحدوها الآمال في تحقيق السلام وطي صفحة نزاع سيكون ضرره أكثر من نفعه إن كان له نفع أصلا، لعل القادة يدركون لاحقا تلك الآمال.