شريان الحياة بات على مقربة من الانقطاع، فالقارة العجوز لا تجد سبيلًا لمواجهة الشتاء القارس الذي يجتاح معظم دولها غير عبور السفن عن طريق باب المندب والبحر الأحمر،
لكن كيف أوقعت أمريكا وبريطانيا قارة أوروبا أمام مصير محتوم يكاد يقصيها من خريطة العالم؟
وهل المرحلة المقبلة ستشهد انهيارًا في الاقتصاد العالمي بسبب أفعال المملكة المتحدة وأمريكا الأخيرة في باب المندب؟
مؤشرات لا تبشر بالخير، وعلامات تتجه معظمها إلى حدوث أكبر أزمة في تاريخ القارة العجوز، التي ربما ستواجه مصيرًا لا يحمد عقباه بسبب ما تفعله أمريكا وبريطانيا في البحر الأحمر وباب المندب،
اعتراض بدأ من نوفمبر 2023، لمعظم السفن التجارية المارة من البحر الأحمر وباب المندب، بات يؤثر على نسبة حوال 12% من اقتصاد العالم أجمع.
اقتراب من مفاجأة ستكون الأكبر على ظهر المعمورة، فالاقتصاد العالمي تتجه مؤشراته إلى القاع مع بداية تدخل أمريكا وبريطانيا ومواجهة ما يحدث في باب المندب والبحر الأحمر.أمر لا يبشر إلا بهاوية سيُجر معظم دول العالم إليها في غضون الأشهر المقبلة.
مواجهة عسكرية بدأتها الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، منذ ساعات ستجعل العالم كله يقف أمام مصيره، كانت أول تداعياته ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير في وقت قليل جدا على إثر المخاوف المتعلقة بتأثر سلاسل التوريد العالمية نتيجة العمليات العسكرية في جنوب البحر الأحمر.
ويبدو أن الخطوة الأمريكية البريطانية جاءت مدفوعة بتهور كبير، دون حساب العواقب لاسيما ان حركة التجارة العالمية تحتاج إلى ممرات آمنة إذ أن شركات الملاحة العالمية لن تقامر بأسطولها في ظل مواجهات عسكرية كبيرة، وبالتالي تعطل سلاسل التوريد.
وتعد القارة العجوز هي الأكثر تضررا، لاسيما موجة الشتاء البارد التي تضرب أوروبا فانخفضت درجات الحرارة تحت الصفر في عدد كبير من الدول خلال الساعات الماضية، وبالتالي فإن تعطل سلاسل التوريد وارتفاع اسعار الطاقة سيضع الملايين في خطر، فستتوقف الحياة بصورة كلية بسبب الشتاء القارس الذي تواجهه وما تحتاجه من مصادر للطاقة حتى تعمل المصانع،
وتستخدم الطاقة في التدفئة، بالإضافة إلى بداية الانهيار للاقتصاد الأوروبي.
لكن يبقى السؤال الأهم هل درست بريطانيا وأمريكا تداعيات قرار المواجهة العسكرية في جنوب البحر الأحمر في ظل الدعوات خلال الأشهر الأخير إلى عدم توسع العمليات العسكرية في الشرق الأوسط، على العالم وعلى أوروبا.
حيث وضعت تلك التصرفات المتهورة، العالم كله اقتصاديا وسياسيا على المحك، إذ أن تلك الخطوة جاءت في فترة صعبة جدا على العالم حيث يرتفع التضخم وتمر الاقتصادات بمرحلة صعبة ولم يكن ينقصه مواجهة عسكرية تقضي على آمال التعافي.. فهل بدأت المواجهة العالمية الثالثة؟