أتتذكرون تلك اللوحة الشهيرة التي عُرفت باسم “كوميدي”، ولم تتخطى كونها موزة مثبتة على الحائط بشريط لاصق، وبيعت بـ120 ألف دولار، اليوم يواجه صاحبها القضاء الأمريكي بتهمة سرقة فكرتها، فما قصة ذلك، وما هو مصير اللوحة.. تابعونا.
القصة بدأت حينما رفع الرسام الأمريكي جو مورفورد، دعوى قضائية ضد الإيطالي ماوريتسيو كاتيلان صاحب لوحة الموزة الشهيرة، يتهمه فيها بالتعدي على ملكيته الفكرية.
وطالب مورفورد بتعويض مالي يُقدر بـ 390 ألف دولار، قائلًا إن كاتيلان نسخ لوحته الفنية عن لوحة قام بها عام 2000.
وأضاف مورفورد عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي ” فيسبوك” : ” لقد فعلت هذا في عام 2000، لكن البعض يسرقون القمامة الخاصة بي ويقومون ببيعها مقابل 120 ألفًا،،، هذا انتحال”.
لكن حينما رُفعت القضية أمام المحكمة الأمريكية، قال قاضي المحكمة إنه لا يمكن لمورفورد المطالبة بحقوق الملكية للوحة الشريط اللاصق، معتبرًا إياها لوحة فنية أصلية.
وأضاف القضاء في مطلع رده على القضية، أن هذا الشريط قد لا يتبنى أعلى درجة من الإبداع، مشيرًا إلى أن طبيعته السخيفة والهزلية تُلبي الحد الأدنى من الإبداع المطلوب لتكون لوحة فنية أصلية.
وتواصل لوحة الموزة الشهيرة بالكوميدي فرض المزيد من الجدل حولها، منذ يومها الأول حينما عرضها الفنان الإيطالي بمعرض “آرت بازل” ميامي بيتش ، عام 2019.
ووصفت حينها بأنها أغلى موزة في العالم حيث تم بيعها بـ120 ألف دولار أمريكي، فيما بعت نسختها الثانية بـ50 ألف دولار.
ما أثار موجة كبيرة من السخرية بين أرجاء العالم. حيث اعتبرها ناقدون لوحة كوميدية، فيما أكد آخرون أنها مهزلة في الفن .
ولا تزال اللوحة التي تحمل اسم كوميدي تثير الكثير من الجدل، خاصة بعدما قام الفنان التشكيلي الأمريكي ديفيد داتونا من التهام نسختها الموجودة في المعرض السالف ذكره.
ووثق ديفيد تلك اللحظات بالصور و مقطع الفيديو ونشره عبر الإنترنت تحت اسم ” فنان جائع” ليحقق انتشارًا كبيرًا. وهو مااعتبره الجمهور تحديًا واستفزازًا لصاحب العمل الأصلي.
وحينها علق الإيطالي كاتيلان، على ذلك الفيديو، قائلًا : ” “لا يهمني على الإطلاق أن يتم تناولها لأن ما يهم هو الفكرة”.
وأضاف كاتيلان: “سيكون هناك دائمًا شخص ينتزع أحد الدمى الخاصة بي أو يسرق مرحاضًا ذهبيًا أو يأكل الموزة: كل هذا يدعم نوعًا من السرد حول عملي”.
كما لم تكن تلك المرة الأولى التي تثير فيها لوحات كاتيلان الجدل أو تتعرض للتلف أو السرقة، ففي سبتمبر الماضي سُرق مرحاضًا ذهبيًا كان جزءًا من معرض لأعماله من قصر بلينهايم البريطاني.
وكان المرحاض، الذي بلغت قيمته 4.8 مليون جنيه إسترليني (6.3 مليون دولار)، يعمل بشكل كامل، وتم تشجيع الزوار على استخدامه، وكانت القطعة تسمى “أمريكا”.
يبدو أن الرسام الإيطالي يسعد كثيرًا بحالة الجدل التي تحيط بأعماله، لكن إلى متى سيتحفنا بمثل تلك الأعمال التي تقتصر علاقتها بالفن على استفزاز الجمهور فقط؟.