على حافة الهاوية يعيش العالم بعد فوران بركان في أحد أخطر الأماكن على سطح الكرة الأرضية حيث تسبب سابقه في حجب ضوء الشمس لمدة عام بعد إطلاق آلاف الأطنان من الرماد والغبار البركاني، على أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا، ما تسبب ورحيل نحو 50 مليون شخص.. ماذا حدث في أيسلندا بعد الزلزال العنيف وتسبب في قلق كبير في العالم؟
يبدو أن مسرح البراكين ينشط في أيسلندا، وكان بركان شبه جزيرة ريكيانيس، هو البداية بعدما فار واندفعت حممه إلى عنان السماء، على بعد ساعات من زلزال ضخم ضرب المنطقة بقوة 5.2 درجات على مقياس ريختر، وفق صحيفة “إكسبريس” البريطانية.
ومن جانبه كشف، أستاذ الجيوفيزياء ماجنوس تومي جوموندسون، أن الحمم البركانية تصاعدت إلى الجنوب وبالتالى ما زال أمامها طريق طويل لتصل إلى الطريق السريع، على بعد بضعة كيلومترات من البركان، مشيرًا إلى أن تحركات الحمم ليست مكانا سيئا، لكن هذا الأمر يمكن أن يتغير في أي وقت.
ويبدو أن البركان سبق وأطلق تحذيراته خلال الأيام الماضية أنه في طريقه للفوران، حيث واصل النشاط الزلزالي المكثف، على شبه الجزيرة التي تقع على بعد حوالي 30 كيلومترًا من العاصمة ريكيافيك، والتي كانت مسرحًا للبراكين في عامي 2021 و2022.
يذكر أن خبراء الزلازل توقعوا اندفاع البركان وإطلاق حممه إلى حد كبير بعد أيام من النشاط الزلزالي المكثف في المنطقة التي تم خلالها تسجيل حوالي 1200 هزة أرضية.
ولفت مراقبون إلى أن الدخان شوهد لأول مرة وهو يتصاعد من منحدرات في البركان، وغالبًا ما تتعرض أيسلندا للفورانات البركانية حيث أنها موطن لـ30 نظامًا بركانيًا وأكثر من 600 من الينابيع الساخنة.
ولأيسلندا تاريخا سيئا مع البراكين، حيث تسبب قدر الجغرافيا، في أن يكون موقعها على حافة منتصف المحيط الأطلسي حيث تلتقي الصفائح التكتونية لأمريكا الشمالية وأوراسيا يجعل البلاد من أكثر المناطق نشاطًا جيولوجيًا في العالم.
ويرتبط اسم ايسلندا بأسوأ بركان في التاريخ، والذي حجب عين الشمس لمدة عام كامل في عام 536 ميلاديا، والذي تسبب في رحيل نحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء أوروبا خلال العصور الوسطى، بسبب تداعيات اختفاء الشمس من تأثير على الصحة وعلى توافر المواد الغذائية والطعام.
لدرجة أن البعض اعتقد في ذلك الوقت أن القيامة على وشك أن تقوم بعدما اختفت الشمس وأصبحت رائحة الراحلين في كل مكان.
وتسبب فوران البركان عام 536 ميلادي في إطلاق الكثير من الرماد والصخور، ما أدى إلى حجب أشعة الشمس فوق القارة تقريبا، لتكون الظروف ملائمة لانتشار الأوبئة والمجاعة على نطاق واسع… فهل يحدث ما لا يحمد عقباه ويتكرر الأمر مجددًا في أيسلندا؟