يبدو أن المواجهة العسكرية الروسية الأوكرانية دائما ما تظهر مفاجآت غريبة، وتحالفات اغرب وصديق يصبح عدو وعدو يصبح صديق، فلا شئ ثابت على حاله ولا يوجد معيار في ما يحدث على الأرض الأوكرانية، إذ فوجئ الجيش الروسي خلتل جلوس قائده العام بجانب زعيم كوريا الشمالية على المنصة خلتل الاحتفال بعيد النصر، بمقذوفات كوريا الشمالية تهبط عليهم من السماء بواسطة الجيش الأوكراني.. هل هي ضربة في الظهر أم انها خطة غربية لضرب التحالف الأقوى الذي يسبب الرعب للناتو؟
منذ بداية العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية قبل نحو عام ونصف تبنت كوريا الشمالية موقفا داعما لموسكو وساندتها بالمعدات والمقذوفات العسكرية، لكن كانت المفاجأة مع ظهور تقرير غربي كشف أن كييف تستخدم مقذوفات بيونج يانج في مواجهة الجيش الروسي.
جاءت تلك التقارير على الرغم من أن كوريا الشمالية حليف قوي لموسكو، حتى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد أعرب سابقا عن شكره لدعم كوريا الشمالية الثابت لبلاده في الأحداث بأوكرانيا، كما جلس وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو بجانب زعيم كوريا الشمالية منذ ساعات قليلة في الاحتفال بعيد النصر واحتفالات الذكرى الـ70 لنهاية المواجهة الكورية، لذلك يعد الأمر مربكا للمتابعين كيف تُعد كوريا الشمالية حليفة استراتيجيا لروسيا، وفي الوقت ذاته تستخد أوكرانيا معدات ومقذوفات عسكرية من صنع بيونج يانج.
كشفت عن هذه التقارير التي إذا صدقت تعد ضربة في الظهر من جانب كوريا الشمالية، صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية والتي أكدت
إن الجيش الأوكراني أطلق مقذوفات كورية شمالية الصنع على القوات الروسية في المواجهات القوية في باخموت شرقي أوكرانيا.
وأكد هذه التقارير الصحفية ضابطا في المدفعية الأوكرانية، والذي أكد استخدام جيش كييف لهذه المقذوفات، على الرغم من أنها تعد مقذوفات مجنونة غير جديرة بالثقة، وأن قواته لا تفضل استخدام هذه المقذوفات التي صنعت في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وتعد المواجهة العسكرية في باخموت شرقي أوكرانيا، من أقوى المواجهات العسكرية في العالم منذ المواجهة العالمية الثانية، إذ كشفت تقارير أن معدلات إطلاق القذائف وصلت إلى 60 ألف طلقة في اليوم الواحد في عام 2022، بما يتفوق على إنتاج المصانع الغربية من المقذوفات في اليوم الواحد.
وطرح التقرير البريطاني تفسيرين لما حدث من استخدام كييف للمعدات والمقذوفات العسكرية الكورية الشمالية، جاء التفسير الأول وهو مصادرة دولة صديقة لمقذوفات كورية شمالية من سفينة، ثم سلمتهم إلى كييف.
وجاء التفسير الثاني، ليؤكد أن هذه المعدات العسكرية والمقذوفات ربما وصلت له بشكل مباشر ليد الجيش الأوكراني على هيئة غنائم من القوات الروسية، وكانت الاستخبارات الأمريكية كشفت أن بيونج يانج تبيع ملايين المقذوفات المدفعية لروسيا، مقابل الحصول على طعام.
مع كل هذا يجب على موسكو التحقيق في الأمر، لاسيما بعد ما فعلته قوات فاجنر والانقلاب على بوتين وقادة الجيش لأن التفسير الثالث الذي لم تذكره الجريدة هو أم تكون بيونج يانج عن طريق وسيط أو بشكل مباشر قد تكون باعت مقذوفاتها العسكرية إلى كييف.. وعلى الرغم من صعوبة هذا الاحتمال إلا أنه يجب أن يوضع في الحسبان.. هل تلقت موسكو ضربة في الظهر؟