مازال الكون لم يبح بأسراره حول العديد من الظواهر الفلكية، التى تحدث فى مناطق معينة على سطح الكرة الأرضية لاسيما بالقرب من قطبى الكرة الأرضية الشمالى والجنوبى، وذلك بحسب حركة الأجرام السماوية المستمرة وقوة الجاذبية وتغيرات داخل النظام الأساسي للنجوم، كغياب الشمس لمدة 66 يومًا عن أحد المدن الأمريكية.. فماذا يحدث فى أوتكياغفيك؟
في ظاهرة فلكية غريبة تتكرر كل عام بشهر نوفمبر، تغرب الشمس عن سماء مدينة أوتكياغفيك في ولاية ألاسكا الأمريكية، معلنة بدء غيابها السنوي الذي يستمر 66 يوما.
حيث تغرب الشمس فى رحلتها الطويلة التى تستغرق 66 يومًا تاركة المدينة النائية في “إظلام قطبي” يعيشه سكانها لأكثر من شهرين.
وتقع مدينة أوتكياغفيك شمالي الدائرة القطبية الشمالية على ساحل بحر تشوكشي في أقصى شمال ألاسكا، ويعيش بها 4429 شخصا فقط، يمتهن معظم سكانها صيد الأسماك والحيتان.
وأكد علماء الأرصاد، أن الليل القطبي ظاهرة طبيعية تحدث كل شتاء في مدينة أوتكياغفيك، وأي مدينة أخرى داخل الدائرة القطبية الشمالية.
ولفت العلماء إلى أن هذه الظاهرة تقع هذه كل شتاء بسبب الميل المحوري للأرض، وذكر العلماء، أن هذا لا يعني أن المدينة ستكون مظلمة تمامًا، فمعظم ساعات النهار تمر بفترات تعرف باسم الشفق المدني.
أوتكياغفيك، ليست المدينة الوحيدة في ألاسكا التي تعاني من الشفق المدني، لكنها الأولى في قائمة المواقع الليلية القطبية، بسبب بُعدها شمالاً.
وإذا كان سكان أوتكياغفيك لا يحبون الحياة الليلية، فيمكنهم دوماً التطلع إلى فصل الصيف عند وقوع ظاهرة معاكسة، وهى معروفة باسم شمس منتصف الليل أو النهار القطبي.
وشمس منتصف الليل هي ظاهرة طبيعية تحدث في أشهر الصيف في شمال الدائرة القطبية الشمالية أو جنوب الدائرة القطبية الجنوبية، عندما تظل الشمس مرئية في وقت منتصف الليل.
ففي القطب الشمالي تظل الشمس مشرقة طوال ستة أشهر بين 20 مارس و23 سبتمبر، وفي القطب الجنوبي، تظل الشمس فوق الأفق ما بين 23 سبتمبر و 20 مارس، وتتضاءل فترة الإشراق المستمر كلما ابتعدنا عن القطبين.
تتولد شمس منتصف الليل عن ميل محور الأرض في أحد الاتجاهات أثناء دوران الأرض حول الشمس، فيميل أحد القطبين نحو الشمس لمدة ستة أشهر، في حين يميل الآخر عن الشمس التي تدور أيضًا حول محورها، وتؤدي هذه الحركة إلى جعل الشمس تشرق وتغرب على فترات منتظمة، مسببة الليل والنهار في شتى أنحاء الأرض.
حركة الأجرام السماوية المستمرة وقوة الجاذبية، تتسبب فى العديد من الظواهر الفلكية التى قد يصعب على الإنسان فهمها أو إدراك معناها ومنها أيضًا الشفق القطبى وكسوف الشمس وخسوف القمر وغيرها من الظواهر التى يرصدها علماء الفلك على مدار العام.