يواصل برشلونة مسيرته المميزة في الدوري الإسباني، حيث نجح في تحقيق فوز صعب على ليغانيس بهدف نظيف على ملعب بوتاركي، معززًا موقعه في صدارة الترتيب.
وبينما يستعد الفريق الكتالوني لمواجهة بوروسيا دورتموند في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد اكتساحه في الذهاب برباعية، يتصاعد الجدل داخل أروقة النادي حول مصير أحد أبرز نجومه هذا الموسم: رافينيا.
كان رافينيا يعيش أفضل أيامه مع برشلونة، حيث تألق بأداء استثنائي جعله “نجم الموسم” في عيون الجماهير.
لكن في تطور صادم، كشفت تقارير إسبانية أن جوان لابورتا، رئيس النادي، رفض مطالب وكيل اللاعب المالية المرتفعة، وفتح الباب أمام رحيله المحتمل، مما أثار صدمة داخل النادي.
فما الذي دفع برشلونة إلى اتخاذ هذا القرار؟
وهل يمكن أن يفقد الفريق أحد أعمدته الأساسية؟
في هذا المقال، نستعرض تفاصيل هذه الأزمة وتداعياتها المستقبلية.
فوز صعب أمام ليغانيس
حقق برشلونة انتصارًا ثمينًا أمام ليغانيس بهدف دون رد، في مباراة أظهرت تماسك الفريق رغم صعوبة المنافس والظروف.
هذا الفوز عزز آمال برشلونة في الحفاظ على صدارة الدوري الإسباني، بينما يضع الفريق عينيه على مباراة دورتموند الحاسمة في دوري الأبطال.
وسط هذه النجاحات، برزت قضية رافينيا كقنبلة موقوتة تهدد استقرار الفريق.
رافينيا: نجم الموسم
منذ بداية الموسم، أثبت رافينيا أنه عنصر لا غنى عنه في تشكيلة هانسي فليك.
الجناح البرازيلي، الذي انضم إلى برشلونة في صيف 2022، قدم أداءً مذهلاً هذا الموسم، حيث سجل أهدافًا حاسمة وصنع تمريرات رائعة في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
أرقامه اللافتة جعلته يُقارن بأسطورة النادي ليونيل ميسي في بعض الإحصائيات القارية، مما عزز مكانته كأحد أفضل لاعبي الفريق.
هذا التألق دفع إدارة برشلونة إلى فتح مفاوضات مع وكيل اللاعب لتجديد عقده، الذي ينتهي في يونيو 2027.
الهدف كان تحسين راتبه ووضع شرط جزائي يتماشى مع قيمته السوقية، على غرار ما تم مع لاعبين مثل رونالد أراوخو.
لكن المفاوضات اصطدمت بجدار من المطالب المالية الباهظة التي قدمها وكيل رافينيا.
مطالب مالية تُعقد الأمور
وفقًا لبرنامج “توت كوستا” على راديو كتالونيا، طالب ممثلو رافينيا براتب يقترب من سقف الأجور في الدوري الإنجليزي الممتاز، أو حتى العروض المغرية من الدوري السعودي، وهو ما يتجاوز بكثير الإمكانيات المالية الحالية لبرشلونة.
هذه المطالب أثارت استياء جوان لابورتا والمدير الرياضي ديكو، اللذين أكدا أن النادي لا يستطيع تحمل مثل هذه التكاليف في ظل القيود المالية الصارمة التي يواجهها.
رد ديكو كان حاسمًا: إذا تلقى رافينيا عرضًا من نادٍ آخر يتراوح بين 80 و90 مليون يورو، مع راتب يلبي توقعاته، فإن برشلونة لن يعارض رحيله.
هذا الموقف فاجأ الجميع، خاصة أن رافينيا يُعد ركيزة أساسية في الفريق، ويحظى بثقة هانسي فليك الذي يثني على التزامه وتطوره التكتيكي.
أولويات برشلونة المالية
قرار لابورتا يعكس الوضع المالي الدقيق الذي يعيشه برشلونة.
النادي يركز على تدعيم مركزي الارتكاز والظهير الأيسر في سوق الانتقالات المقبل، وهي أولويات تتطلب موارد مالية كبيرة.
إضافة إلى ذلك، يسعى النادي لتجديد عقود لاعبين شباب مثل لامين يامال وبيدري، الذين يُنظر إليهم كأعمدة المشروع طويل الأمد، مما يجعل رافينيا، على الرغم من أهميته، لاعبًا “قابلًا للتفاوض” في حال تلقى النادي عرضًا مغريًا.
على عكس يامال، الذي يُعتبر “غير قابل للمس” بسبب دوره في مستقبل النادي، يرى لابورتا أن بيع رافينيا يمكن أن يوفر سيولة مالية لتمويل صفقات أخرى، مع الحفاظ على التوازن في هيكل الرواتب.
هذا النهج يتماشى مع استراتيجية النادي للامتثال لقوانين اللعب المالي النظيف.
وجهة رافينيا المحتملة
المقربون من رافينيا أكدوا أن اللاعب يفضل البقاء في أوروبا، خاصة مع اقتراب كأس العالم 2026، حيث يطمح للحفاظ على مكانته في المنتخب البرازيلي.
هذا يجعل فكرة الانتقال إلى الدوري السعودي، رغم قدرته المالية على تلبية مطالبه، غير مرجحة في الوقت الحالي.
في المقابل، أندية الدوري الإنجليزي، مثل أرسنال ومانشستر سيتي، قد تكون وجهات محتملة إذا قرر رافينيا الرحيل، خاصة أن قيمته السوقية تجعل منه هدفًا جذابًا.
ردود فعل الجماهير والفريق
قرار لابورتا بفتح باب رحيل رافينيا أثار صدمة داخل النادي، خاصة بين الجماهير التي ترى في اللاعب رمزًا للالتزام والتطور.
هانسي فليك نفسه يُقدر مساهمات رافينيا، لكنه يدرك أن القرارات المالية قد تحدد مصير اللاعب.
داخل غرفة الملابس، يحظى رافينيا بدعم زملائه، لكن الواقع المالي قد يفرض سيناريوهات غير متوقعة.
المحللون يرون أن خسارة رافينيا ستكون ضربة قوية لبرشلونة، خاصة في ظل تألقه الحالي، لكن البعض يؤيد قرار لابورتا، معتبرين أن تحقيق التوازن المالي يجب أن يكون الأولوية لضمان استدامة المشروع.
توقعات المستقبل
مستقبل رافينيا مع برشلونة يعتمد على مفاوضات الصيف المقبل.
إذا توصل اللاعب ووكيله إلى اتفاق مع النادي بشروط معقولة، فقد يستمر كجزء أساسي من الفريق.
لكن إذا استمرت المطالب المالية المرتفعة، أو تلقى النادي عرضًا مغريًا، فقد نشهد رحيل النجم البرازيلي في خطوة ستثير جدلًا واسعًا.
صيف 2026 سيشهد نقطة تحول حاسمة، حيث سيحتاج برشلونة إلى اتخاذ قرارات استراتيجية لتحقيق التوازن بين الحفاظ على نجومه وتلبية احتياجاته المالية.
رافينيا، بكل تأكيد، سيكون أحد الأسماء الرئيسية في هذا المشهد.
خاتمة
قرار جوان لابورتا برفض مطالب وكيل رافينيا وفتح باب رحيله يعكس التحديات المالية التي تواجه برشلونة، حتى في ظل تألق نجومه.
رافينيا، الذي أصبح “نجم الموسم” بفضل أدائه الرائع، يجد نفسه أمام مفترق طرق: إما البقاء والقتال من أجل مكانته، أو البحث عن وجهة جديدة تلبي طموحاته المالية.
هل ينجح برشلونة في الحفاظ على توازنه؟
أم أن صيفًا ساخنًا ينتظر جماهير “كامب نو”؟
الأشهر القادمة ستحمل الإجابة.
