بعد أيام من الإنكار وأسابيع وشهور من الانتظار، في انتظار تحسن المناخ تارة، والاستعداد العسكري تارة، وتوفير المعدات العسكرية اللازمة تارة أخرى.. أعلنت أخيرا كييف عن هجومها المضاد لتحرير الأرض.. ما هي الخطة الذكية التي اتبعها زيلينسكي وأبهرت الروس؟
أقر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ببدء الجيش الأوكراني هجومه المضاد ضد روسيا، لاستعادة وتحرير الأراضي التي سيطرت عليها موسكو في فبراير قبل الماضي مع العملية العسكرية التي شنتها على الأراضي الأوكرانية.
تصريحات الرئيس الأوكراني، جاءت خلال مؤتمر صحفي، جمع الرئيس الأوكراني، مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي يزور كييف بشكل غير معلن.
وحول بدء العملية العسكرية الأوكرانية والهجوم المضاد ضد جيوش موسكو، قال زيلينسكي، خلال المؤتمر، إن “هجومنا المضاد جار تنفيذه، لكن لن أكشف عن أي مراحله الآن”.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يكشف فيها زيلنسكي عن بدء الهجوم الذي حرصت سلطات كييف التكتم على تفاصيله.
ومن جانبه، قال متحدث عسكري أوكراني، أن القوات الأوكرانية تقدمت في إطار هجوم مضاد مسافة تصل إلى 1400 متر في عدد من المواقع بالخطوط الأمامية بالقرب من مدينة باخموت شرق البلاد.
واتبعت أوكرانيا اتفاقية الإنكار الدائم في تجهيز جيشها، والإعلان باستمرار عن عدم الجاهزية من أجل الحفاظ على المفاجأة لا سيما مع اتساع الجبهات مع روسيا على الأراضي الأوكرانية.
فعمدت إلى تطعيم جنودها بالمواجهات العسكرية بالإضافة إلى تدريبات قوية ومركزة في دول حلف الناتو على استخدام المعدات العسكرية الجديدة، وتنفيذ الخطط العسكرية الغربية، لاسيما أن أوكرانيا كانت دائما تعتمد على المنهج والخطط والمعدات العسكرية الروسية في المواجهات.
لتكون كييف صاحبة القرار بالهجوم المضاد، في أكثر لحظات موسكو انتصارا بعد اعلان السيطرة على منطقة باخموت.
وأعلنت كل من موسكو وكييف أن مواجهات عسكرية قوية دارت في أوكرانيا الجمعة، وتحدث مدونون عن رؤيتهم لآليات عسكرية ألمانية وأمريكية لأول مرة في مؤشر على احتمال أن يكون الهجوم المضاد الأوكراني المتوقع منذ فترة طويلة قد بدأ.
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية، أن القوات الأوكرانية اخترقت الخط الأول للدفاعات الروسية في بعض المناطق لكن تقدم كييف كان أبطأ في مناطق أخرى.
فيما ردت روسيا على تلك الأخبار مؤكدة أن كييف حاولت جاهدة اختراق الخطوط الروسية لكنها فشلت.
كما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الهجوم الأوكراني المضاد بدأ بالفعل، لكن دون تحقيق نجاحات.
وواصل “بوتين” : “يمكن القول بيقين كامل أن الهجوم المضاد بدأ”، وأضاف أن تأكيده مدعوم بدليل استخدام “أوكرانيا” الاحتياطيات الاستراتيجية”.
وتابع الرئيس الروسي: “يمكن القول إن جميع محاولات الهجوم المضاد حتى الآن قد باءت بالفشل، لكن القدرة الهجومية لقوات نظام كييف لا تزال قائمة”.
وواصل بوتين: “لم تنجز القوات الأوكرانية المهام الموكلة إليها في أي من القطاعات الرئيسية. هذا شيء واضح تمامًا”، وأضاف قائلا إن اليومين الماضيين كانا “شديدي التوتر”.
ومع كل هذا ولم يكشف المسؤولون الأوكرانيون معلومات كثيرة حول تطورات الأمور العسكرية، على خطوط الجبهة أو التماس أو نقاط المواجهات العسكرية، فيما وصف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي المواجهات العسكرية على الأرض بأنها “صعبة للغاية”.. فهل تنجح كييف في مسعاها؟