أماكن أثرية مثل التكية السليمانية وسوق دمشق ينفطر قلب السوريين حزنا وألما عليها.. وذلك بعد أن تم إغلاق أبوابها وترحيل الحرفيين والعمال منها.ما الذي يحدث ولماذا تم إغلاقها ومن وراء هذا القرار؟ .. سأحكي لكم في التالي:
ما الذي يحدث في التكية السليمانية
الجامع الأموي، وسوق مدحت باشا، وسوق الحميدية، وقهوة النوفرة، ودمشق القديمة وغيرها الكثير، حتى “التكية السليمانية”.
أماكن كثيرة أثرية يعمل بها العديد من الحرفيين السوريين وهي تعتبر مورد رزق هام لهم لعرض بضاعتهم وممارسة حرف مميزة، ويطلق عليها السوريون ” قلب دمشق” إلا أنها في الآونة الأخيرة غدت حديث الناس، خصوصا أن المكان الأثري أغلق أبوابه بأمر من الحكومة في سوريا، بحجة “أعمال الترميم”.
حزن وقهر بسبب هذا القرار
ليعم الحزن والقلق والخوف والضياع الذي شعر به من كانوا يعملون في هذه الأماكن الأثرية، وخصوصا بعدما انتشرت مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت أصحاب الحرف يفرغون محالهم من أدواتها، أصبح الخوف سيد الموقف.
فأماكن كثيرة من سوريا اتخذت فيها الإجراءات ذاتها، دون أن يُعرف لها مصير حتى اليوم.كما تداول السوريون عشرات الصور ومقاطع الفيديو لعمليات الإخلاء التي شملت نحو 70 محلاً كانت على مدى سنوات تبيع الهدايا التراثية والتذكارات والقطع الفنية والفضيات والحلي المشغولة بحرفية عالية.
موقف وزير السياحة
لكن وزير السياحة نفى صحة ما يجري تداوله عن منح الموقع الأثري (التكية السليمانية) للقطاع الخاص.وقال إنها مِلك لوزارة الأوقاف وليست لوزارة السياحة كي تتصرف بها، وأن ما يجري في التكية هو مشروع “الأكبر من نوعه في ترميم هذا المكان التراثي للمرة الأولى منذ إنشائه.”
كما أوضح أن أعمال الترميم الجارية بدأت منذ أكثر من 3 سنوات، وهدفها صونه والحفاظ عليه، مؤكداً أنه كان لا بد من إخلاء سوق المهن اليدوية، التي توجد في التكية الصغرى لأن أعمال الترميم وصلت إلى هذا الجزء ، وكشف أن نحو 40 حرفياً سيجري نقلهم إلى حاضنة دمر المركزية للفنون الحرفية
تاريخ التكية السليمانية
يعود بناء التكية السليمانية في دمشق إلى عام 1554 في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي أمر ببنائها على أنقاض قصر الظاهر بيبرس.
وضمّت مسجداً ومدرسة الباب العالي، وأشرف على بنائها المهندس التركي الشهير معمار سنان، والمهندس الدمشقي شهاب الدين أحمد بن العطار. وتتألف من قسمين هما: التكية الكبرى، والتكية الصغرى.
كما استخدمها الانتداب الفرنسي مقراً للقوات الفرنسية، وفي عام 1934 خُصّص جزء منها لكلية طب الأسنان، ولاحقاً استُخدمت بصفتها مدرسة شرعية.
وفي السبعينيات جرى تخصيص التكية الصغرى لإقامة سوق للمهن اليدوية والأنتيكا بهدف دعم الحرف التراثية، ومُنح الحرفيون المحالَّ بأجور رمزية، كما أقيم فيها معمل الزجاج اليدوي، وورش لصناعة الموزاييك والفضة والذهب والحلي وغيرها من الفنون اليدوية التقليدية الأخرى، إضافة لحياكة حرير البروكار .
إلى أن جرى إتمام إخلاء التكية الصغرى أي سوق المهن، لاستكمال مشروع الترميم، وإعادة التأهيل المتوقع الانتهاء منه عام 2025.