بين حين وآخر تكشف أحدي الشركات الروسية العاملة في مجال الغاز الطبيعي وإستخراجه عن وجود عطل ما في لأنظمة تشغيلها بصفة عامل ليطرح ذات السؤال نفسه والذي يعتبر الأكثر شيوعا منذ بداية الأزمة الأوكرانية وهو .. هل ما يقع في إطار هذه الشركات مجرد عطل أم تعطيل ..هذا السؤال عاد اليوم ليطرح ذاته من جديد عقب وجود أنباء متداولة عن عطل وقع أثناء صيانة توربين السيل الشمالي بشركة غازبروم .. فما هي الحقيقة؟
العديد من الأعطال التي وقعت في الفترة الأخيرة بإنظمة التشغيل والضخ للغاز الروسي خاصة تلك الأنابين التي تربطها بأوربا والتي تعتبر بمثابة شريان الحياة للقارة العجوز الذي تسبب قطعه في العديد من الأزمات في الفترة السابقة.
وفي هذا الإطار ، أعلنت شركة “غازبروم” عن وجود عطل في التوربين الوحيد الذي يعمل في خط أنابيب الغاز “السيل الشمالي-1″، وتم إيقافه تماما حتى يتم تصحيح الخلل.
وقالت “غازبروم” في بيانها على “تيليغرام” إنه خلال أعمال الصيانة الروتينية على وحدة ضخ الغاز في محطة بورتوفايا، والتي نفذت بالاشتراك مع ممثلي سيمنس، تم الكشف عن تسرب للزيت مع خليط من مركب مانع التسرب في منافذ كابلات أجهزة الاستشعار.
وأكدت أنه تم اكتشاف تسرب زيت في أماكن أخرى أيضا وجرى كتابة التقرير حول تسرب الزيت وتم التوقيع عليه من قبل ممثلي شركة سيمنس.
وأردفت الشركة أنه تم تلقي تحذير من الخدمة الفيدرالية الروسية للرقابة بأن الأعطال والأضرار المكتشفة لا تسمح بالتشغيل الآمن الخالي من المخاطر لمحرك التوربينات. ومن الضروري اتخاذ التدابير المناسبة وتعليق تشغيل التوربينات.
وأشارت إلى أنه تم تحديد نفس المشاكل وهي تسرب الزيت في ثلاث توربينات أخرى. ولا يمكن تصحيح هذه العيوب إلا في المصنع في كندا.
وأكدت أنه تم إرسال خطاب بخصوص الأعطال التي تم تحديدها والحاجة إلى إصلاحها، إلى الرئيس والمدير التنفيذي لشركة سيمنز كريستيان بروخ. وحتى يتم تصحيح الأخطاء في تشغيل المعدات، تم إيقاف نقل الغاز عبر “السيل الشمالي-1” بشكل تام.
وتعرقل العقوبات الغربية المفروضة على روسيا أعمال صيانة توربينات “سيمنس” المثبتة على خط أنابيب “السيل الشمالي-1”.
وكانت روسيا قد هددت بخيار قطع إمدادات الطاقة عن أوروبا، بعد أن أعلنت إغلاق خط أنابيب نورد ستريم 1 للغاز لمدة 10 أيام لإجراء أعمال الصيانة بنفس الطريقة في فترة سابقة .
ومنذ بداية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا وفرض عقوبات أوروبية وأمريكية على موسكو، تتخوف أوروبا من أن تهددها روسيا بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عنها حيث تمد روسيا أوروبا بنحو 40% من إمدادات الغاز الطبيعي التي تستوردها من العالم.
وفي مايو أغلقت شركة غازبروم خط أنابيب الغاز يامال، الذي يمر عبر بيلاروسيا وبولندا وينقل الغاز إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى.
وفي منتصف يونيو خفضت شركة غازبروم شحنات الغاز عبر نورد ستريم 1 بنسبة 75 في المئة – من 170 مليون متر مكعب من الغاز يومياً إلى حوالي 40 مليون متر مكعب.
وفي أوائل يوليو أغلقت نورد ستريم 1 لمدة 10 أيام، مشيرة إلى الحاجة إلى صيانة الخط. وبعد وقت قصير من إعادة فتحه، خفضت شركة غازبروم الكمية التي توردها إلى النصف أي إلى 20 مليون متر مكعب.
وعندما أعلنت روسيا عن نيتها تقييد الإمداد، زاد سعر الجملة للغاز في أوروبا خلال يوم واحد بنسبة 10 في المئة. وارتفعت أسعار الغاز حتى الآن بنسبة 450 في المئة، عما كانت عليه في مثل هذا الوقت من العام الماضي.
ويتهم منتقدون الحكومة الروسية باستخدام الغاز سلاحاً سياسياً حيث تحاول موسكو إستغلال ذلك الكارت للضغط على الغرب لتحقيق أهدافها السياسية في أوكرانيا .
وفي الختام هل تعتقدون أن ما يحدث لشركات الغاز الروسية مجرد عطل ام تعطيل متعمد ؟